دخلت البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف في مواجهة قانونية جديدة بعدما تقدمت باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي ضد قرار الاتحاد الدولي للملاكمة (World Boxing) بفرض اختبارات إلزامية للجنس ومنعها من المنافسة في فئة السيدات ما لم تثبت أنها أنثى بيولوجيا.
وقدمت خليف، الحاصلة على ذهبية وزن الويلتر في أولمبياد باريس 2024، استئنافاً أمام محكمة التحكيم الرياضي (CAS) ضد قرار الاتحاد الدولي الجديد للملاكمة (World Boxing) بفرض اختبارات إلزامية للجنس في بطولاته، ومن بينها البطولة العالمية الأولى التي ينظمها في ليفربول والمقرر انطلاقها الخميس المقبل، وفق تقرير نشرته "تلغراف" البريطانية.
وأكدت محكمة التحكيم الرياضي أن خليف تقدمت بالاستئناف في 5 أغسطس (آب) المنصرم، متضمناً طلباً للسماح لها بالمشاركة مؤقتاً في البطولة إلى حين البت النهائي في القضية.
غير أن المحكمة رفضت الطلب يوم الاثنين، فيما لم يُحدد بعد موعد للنظر في القضية الأساسية.
شائعات الاعتزال
جاء إعلان المحكمة بعد نحو أسبوع ونصف من نفي خليف مزاعم مدير أعمالها السابق، ناصر يفصح، الذي قال لصحيفة نيس-ماتان الفرنسية إنها "تركت عالم الملاكمة".
لكن مدير أعمالها السابق عاد لاحقاً لتوضيح أنه قصد فقط توقفها عن اللعب مع ناديها السابق في نيس.
وانتقدت خليف تصريحات مدير أعمالها السابق عبر منشور على فيسبوك، ووصفتها بـ"الكاذبة والخبيثة"، مؤكدة: "لم أعلن يوما اعتزالي الملاكمة. ما زلت ملتزمة بمسيرتي الرياضية، أتدرّب بانتظام وأحافظ على لياقتي البدنية بين الجزائر وقطر استعدادا للاستحقاقات المقبلة. إن نشر مثل هذه الشائعات يهدف فقط إلى التشويش والإضرار بمسيرتي".
خلفية الأزمة
وكانت خليف تستعد للمشاركة في بطولة دولية في هولندا في يونيو الماضي، لكن الاتحاد الجديد للملاكمة أدخل نظاما إلزاميا لاختبارات الجنس "لضمان سلامة جميع المشاركين وتكافؤ المنافسة بين الرجال والنساء".
وقال الاتحاد في بيان إنه أبلغ الاتحاد الجزائري للملاكمة بأن خليف "لن يُسمح لها بالمشاركة في فئة السيدات في أي بطولة تابعة له حتى تخضع لاختبار تحديد الجنس"، مشيراً إلى أن القرار يهدف لحماية صحتها النفسية والجسدية، وصون سلامة جميع المشاركين، خصوصًا بعد ردود الفعل المثيرة للجدل حول مشاركتها المحتملة.
وقدّم رئيس الاتحاد، بوريس فان دير فورست، اعتذارا لاحقا عن ذكر اسم خليف علنا، مؤكداً أن خصوصيتها كان يجب أن تُحترم، وذلك عقب تسريب تقرير طبي أظهر – بحسب ما قيل – إنها "ذكر بيولوجيا".
ويعود هذا التقرير إلى اختبار أجري العام 2023 وأدى إلى استبعادها من بطولة العالم التي نظمتها الرابطة الدولية للملاكمة (IBA)، لكنها سحبت لاحقا استئنافها ضد القرار.
كما استُبعدت الملاكمة التايوانية لين يو-تينغ في نفس البطولة، غير أن كلا من خليف ولين سُمح لهما بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024 بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية، حيث فازتا بميداليات ذهبية، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الرياضية.
وتبلغ خليف من العمر 26 عاما، وقد أكدت مرارا أنها وُلدت امرأة وأنها صاحبة تاريخ طويل في منافسات الملاكمة النسائية. وفي مارس (آذار) الماضي، أعلنت نيتها الدفاع عن لقبها الأولمبي في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.