وهذا هو السبب الضروري في عدم المبالغة في تقدير قوة الحب والبقاء واقعيا قدر الإمكان، فبينما تؤمن بأنك "تحتاج إلى الحب"، إلا أنه يجب عليك ألا تنسى أنك بحاجة إلى الاحترام والتواضع بجانبه.
الحب ليس كفيل باستمرار العلاقات
فيما يلي الأسباب التي تجعل الحب غير كافيا لاستمرار العلاقة:
1-لا يمكن أن تحل مشاكل العلاقة بالحب وحده:
عندما لا تتعاون العائلات في حل المشاكل، تحدث فجوة عميقة بينهم، وعندما لا يكون هناك وقت كافي ليمنحه الطرفان لبعضهما البعض بسبب انشغالات الحياة السريعة التي نعيشها، تنجم أحيانا حالات من سوء الفهم التي قد لا يستطيع حتى الحب الصادق حلها، فحتى لو قام الطرفان بالتفاهم والعيش بحب وسعادة طوال الوقت، إلا أن المشاكل التي يوجهانها خلال العلاقة ستبقى موجودة وتعود للظهور بعد وقت طويل من جديد، وذلك سيسبب الفوضى في العلاقة وتتضاعف إذا ما زادت الفجوة بينكما.
2-التوافق مختلف تماما عن الحب:
من الممكن أن يكون شخصان في حالة حب و لكنهما غير متوافقين بدرجة كافية، حيث يمكنك أن تقع في حب أي شخص بسبب تصرفاته أو خصاله الشخصية التي تعجبك، لكن هذا لا يعني أنه يمكنكما أن تتوافقا لبقية حياتكما معا، ففي حين أن الحب قد يكون قوة عاطفية قوية داخل الشخص، ويمكن أن تحركه و تحفزه إلى حد كبير، إلا أنك بحاجة إلى البحث عن التوافق لتعيش حياة سعيدة مع الشخص الذي تحبه، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لديكما القدر الكافي من نفس الآراء أو مشاركة بعض الاهتمامات المشتركة لتكون سعيدا في علاقتك، حيث أن هناك علاقات كارثية يقوم فيها الشركاء بإساءة معاملة بعضهم البعض، ويكون هناك القليل من الاحترام ودائما ما يحبط أحدهما الآخر، وحيث لا يكون الشريك سعيدا تماما ببقائه في العلاقة، حتى في ظل وجود الحب.
3-لا يمكنك دائما تقديم تضحيات وتنازلات باسم "الحب":
عندما تكون في حالة حب، من الضروري أن تحب نفسك أيضا، ولكن في بعض الأحيان، نميل إلى إعطاء الشخص الآخر أهمية كبيرة لدرجة أننا نتجاهل احتياجاتنا لإبقائهم سعداء، فهل يمكن أن ينجح هذا الأمر على المدى الطويل؟
بالطبع لا، حيث أنك ستدرك يوما ما أنه يجب أن يكون لديك احترام لذاتك لتحافظ على سعادتك بغض النظر عن عدد التضحيات والتنازلات التي تقوم بها للحفاظ على علاقتك العاطفية، وأنك سوف تنهار إذا لم يفعل الشخص الآخر الشيء نفسه لك، لذلك، يجب ألا تفقد شخصيتك واحترامك وحبك لذاتك أثناء وجودك في علاقة، بغض النظر عن مدى حبك للطرف الآخر.