أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم السبت، أن المفاوضات مع "الترويكا الأوروبية" مستمرة وأن طهران تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة عبر وسطاء.
وقال عراقجي خلال "الملتقى الوطني حول الإمكانيات والفرص الاستثمارية في المناطق الحرة والتجارية في إيران"، إنه أجرى عدة مكالمات هاتفية مع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، وتحدثت قبل ليلتين مع رئيسة دائرة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس.
وأضاف وزير الخارجية: "أعتقد أن هناك فهما أفضل للأوضاع آخذ في التشكل".
وأفاد عراقجي بأن الدول الأوروبية الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ارتكبت خطأ كبيرا عندما لجأت إلى آلية الزناد، ما جعل الأمور أكثر تعقيدا، مشيرا إلى أن المحادثات مستمرة ويأمل في الوصول إلى تفاهم مشترك.
وأشار في كلمة إلى أن المباحثات مع الولايات المتحدة لا تزال مستمرة عبر وسطاء.
وأوضح أنه عندما يكون الأميركيون على استعداد للتفاوض على أساس الاحترام المتبادل، فنحن أيضا مستعدون، مردفا بالقول: "يجب احترام حقوقنا ومصالحنا، وبالطبع لا ينبغي لأي طرف أن يغفل عن مسؤولياته".
وتابع قائلا: "ليس الأمر كما لو أننا سنعود إلى طاولة المفاوضات بالشروط السابقة رغم وجود الشهداء، بالتأكيد سيكون هناك شكل وأبعاد جديدة وعناصر أخرى أضيفت، ويجب أن نعد لها خطة مناسبة ونحن حاليا نعمل على تصميم ذلك".
وبخصوص العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرح عراقجي بأنها شهدت اضطرابا بعد الهجوم وتعرض المنشآت الإيرانية للقصف.
وذكر الوزير الإيراني أنه "من الطبيعي ألا يكون تعامل طهران معهم كما في السابق وحتى اليوم، زملائي في فيينا أجروا مفاوضات جيدة من أجل التوصل إلى إطار عمل جديد، ونحن قريبون من التفاهم مع الوكالة".
وأشار عباس عراقجي إلى أن إيران تواجه اليوم ضغوطا وقيودا دولية، ولكن لديها أيضا إمكانيات فريدة من نوعها وإذا ما استخدمت هذه الإمكانيات بشكل صحيح، يمكنها أن تصنع مستقبلا أفضل لنا.
وأكد الوزير أن التاريخ علمهم أن الشعوب التي لم تستسلم في أحلك الظروف ولجأت إلى الإبداع والمبادرة وتمسكت بخيار أخذ زمام المبادرة، استطاعت أن تمهد طريق التنمية وتدفع به إلى الأمام.
وبين أن الشرط الأول لأي حركة تقدمية هو النظر الواقعي والصريح إلى حقائق اليوم، مضيفا: "نحن نتحدث في ظل ظروف تخضع فيها بلادنا لعقوبات متعددة الطبقات ومعقدة للغاية.. العقوبات أثرت على اقتصادنا، وتجارَتنا الخارجية، وحياة شعبنا.. ومع ذلك يجب ألا نُكوّن صورة يوم القيامة أو نهاية العالم بسبب هذه العقوبات فهذا تصور خاطئ تماما".
وشدد على أن من فرضوا العقوبات على طهران عبر ما أسموه "عقوبات مشلّة"، سعوا إلى خنق البلاد، لكن الحقيقة أن إيران ما زالت صامدة وثابتة بقوة.