عربي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

"اليونيسف": الوضع كارثي في غزة مع تفاقم المجاعة

حذّرت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، تيس إنغرام، من تفاقم خطر المجاعة في مدينة غزة، وامتدادها إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل.

وقالت: إن خطر انتشار المجاعة في مدينة غزة قائم، مؤكدة أن العائلات باتت عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها، وأن الوضع في القطاع أصبح كارثياً.

وأشارت إنغرام، في تصريح صحفي، إلى أن الفلسطينيين في القطاع، لاسيما شرق وشمال مدينة غزة، يعيشون تحت وطأة تهديد مستمر من القصف الإسرائيلي المتصاعد.

وقالت: إن «فلسطينيي تلك المناطق يفرون من القصف إلى الغرب نحو البحر، حيث تزداد أعداد المخيمات والخيام على طول الشريط الساحلي». وأكدت أن مديري المستشفيات أبلغوها بارتفاع عدد الأطفال المصابين بكسور وحروق وجروح جراء القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.

وأضافت إنغرام أن كثيراً من فلسطينيي مدينة غزة يفكرون في النزوح جنوباً، لكنهم يدركون أن الأوضاع هناك مشابهة، مع شح المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب واستمرار القصف. ولفتت الى أنه «لا يوجد مكان آمن في غزة». وأشارت إنغرام إلى أن الأمم المتحدة أكدت في 22 أغسطس الماضي، وجود مجاعة في غزة، لافتة إلى أن الوضع لم يتغير منذ ذلك الحين.

كما حذّرت إنغرام من أن المجاعة قد تمتد إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل. وفي معرض وصفها للوضع بغزة، قالت المسؤولة الأممية: «الأهالي يبحثون بيأس عن طعام وماء، التقيت بآباء وأمهات يمسكون يدي باكين ويسألون متى سيصل الطعام؟ هل سيبقى طفلنا على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟ الوضع كارثة كاملة». ولفتت إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحفيين ظلوا منذ أشهر يحذرون من المجاعة في غزة، «لكن شيئاً لم يتغير». وأضافت أن «الأهالي الفلسطينيين يعيشون في حالة عجز لأنهم يعلمون أن الأسوأ لم يأتِ بعد، وأنه لا يوجد ضغط دولي كافٍ لتغيير هذا الواقع».

وقالت إنغرام: إن «العيادات التي تدعمها اليونيسف تشهد ازدحاماً من الأهالي الذين ينتظرون إجراء فحوصات لأطفالهم الذين يعانون من مؤشرات سوء التغذية، وكثير منهم يتلقى العلاج بالفعل».

وعن زيارتها هذا الأسبوع عدة عيادات خاصة بسوء التغذية في غزة، قالت: «النسبة العامة تشير إلى أن 15 - 20% من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء تغذية، هذه نسبة مرتفعة جداً، بل تتجاوز عتبة المجاعة». وأضافت: «هذا يعني أن آلاف الأطفال بحاجة ماسة للعلاج، وأنه يجب إدخال كميات كبيرة من الغذاء والمياه النظيفة إلى غزة فوراً».

وتابعت: «إذا لم يتغير الوضع، فالمزيد من أطفال غزة سيواجهون خطر الموت جوعاً».

إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في القطاع تسجيلها 5 حالات وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية من جراء سياسة التجويع الممنهجة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي بمنعه دخول المساعدات. وذكرت السلطات الصحية في بيان صحفي أن من بين الضحايا ثلاثة أطفال ما يرفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 387 وفاةً من بينهم 138 طفلاً. ويعيش أهالي قطاع غزة وضعاً كارثياً من جراء الحرب المتواصلة منذ نحو عامين وسياسة التجويع الممنهجة.

وبحسب تقارير دولية سابقة فإن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون حالياً الجوع الشديد والموت وسط توقعات بتفاقم مأساة الجوع التي يتسبب فيها الجيش الإسرائيلي لإغلاقه المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية بما فيها الأدوية من الوصول إلى القطاع. وأوضحت هذه التقارير أن 132 ألف طفل دون سن الخامسة من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد مع منتصف العام المقبل.

يقرأون الآن