أكد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أن قضية فلسطين تمثل "أبرز قضية تعبّر عن الوحدة الإسلامية"، معتبرًا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم فلسطين وشعبها ومقاومتها ليتحرروا".
جاء ذلك في كلمة له خلال احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، تناول فيها عدة محاور سياسية وعقائدية.
ولفت قاسم إلى أن "الوحدة الإسلامية سياسية عملية تربوية أخلاقية في مواجهة التحديات"، مشددًا على أن "قضية فلسطين أبرز قضية تعبّر عن هذه الوحدة، ونحن وقفنا إلى جانبها وضحينا من أجلها".
ووجه قاسم، انتقادات حادة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، قائلاً: "إنهما يمارسان أبشع أنواع الجرائم في غزة والضفة الغربية". كما أشاد بـ "عملية راموت" قرب القدس، واصفًا إياها بـ"العملية الجريئة الشجاعة التي تثبت أن الشعب الفلسطيني يملك إرادة الحياة والمقاومة".
وعلى صعيد آخر، تناول قاسم ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة"، مؤكدًا أن "حزب الله يقف إلى جانب قطر ويعتبر أن الاعتداء عليها هو جزء من مشروع إسرائيل الكبرى". وأكد مجددًا وقوف الحزب إلى جانب "المقاومة الفلسطينية".
وقال: "العدو طوال سنتين يعمل على المسير بمشروع "إسرائيل الكبرى" خطوة بخطوة في غزة والضفة وضرب قطر يأتي ضمن هذا المشروع من النيل إلى الفرات"، مؤكداً أنه "قد يأتي يوم ونسمع بأن إسرائيل ضربت السعودية او غيرها من الدول".
وتوجه قاسم إلى دول المنطقة بالمنطقة، قائلاً: "لماذا لا تدعمون المقاومة ماليًا أو إعلاميًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا أو في المحافل الدولية؟".
وقال: "إذا لم تريدوا دعم المقاومة فلا تطعنوها في ظهرها و"إطلعولنا من قصة حصرية السلاح"، مشدداً "كفوا عن الحديث بحصرية السلاح ومن يتصور بأنه يسحب الذرائع من العدو فهو واهم لأن العدو مستمر بمشروعه".
ووجه تحية خاصة لليمن "العظيم والشجاع الذي يتحمل أعباءً كبيرة من أجل التعبير عن الوحدة والوقوف إلى جانب فلسطين".
وعن لبنان، قال: "لبنان وطني نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه ومنذ نشأة لبنان الحديث ولإسرائيل أطماع توسعية واستيطانية في الجنوب".
وأكد أن "أعلى مراتب الوطنية في لبنان هي الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض وكل من دافع عن لبنان منذ تأسيسه على اختلافهم ساهموا في حماية واستقلال لبنان وهذا ما فعله الجيش بحسب قدرته وهذا ما قامت به المقاومة".
وشدد على أن "المقاومة قدّمت الغالي في سبيل الدفاع عن لبنان وخاصة المقاومة الإسلامية التي قدّمت خيرة قادتها وشبانها وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله".
وأضاف قاسم: "المقاومة استطاعت أن تحبط أهداف إسرائيل ومنعتها من احتلال الأرض في معركة أولي البأس وهي اليوم مردوعة ولا تجد مستقرًا في أرضنا"، مشدداً على أن "مسؤولية الحكومة تحقيق السيادة يعني إخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية".
وذكر أن "المقاومة ساهمت في استقرار لبنان لأنها ساهمت في انطلاق العهد عبر إيصال الرئيس عون إلى الرئاسة وعبر التصدي للعدو"، سائلاً "كيف للحكومة أن ترفع رأسها والعدوان الإسرائيلي وصل إلى الهرمل؟ ولماذا تريد الاستغناء عن قوة لبنان ولا بديل لديها للدفاع عن لبنان؟".
وتابع: "الوساطة الأميركية متواطئة بالعدوان على لبنان مع إسرائيل ولا تبخل بإعطاء لبنان إلى إسرائيل"، مضيفاً "أميركا تراجعت عن التزامها تجاه لبنان وبات الأمر نزع سلاح الحزب قبل تقديم أي خطوة من قبل العدو سواء بالسلم أو بالتدخل العسكري".
وقال قاسم: "لدى أميركا والعدو هدف واحد وهو تجريد لبنان من قوته ليصبح لقمةً سائغة أمام مشروع إسرائيل الكبرى"، متابعاً "الغرب لا يأبه بلبنان بل يأبه بإسرائيل ولكن بالنسبة لنا لبنان هو أرضنا ومستقبلنا ومستقبل أجبالنا ولن نرضخ للضغوط مهما بلغت ولن نستسلم أبدًا ولن نتخلى عن قوة لبنان".
وشدد على أن "هناك عوامل عدة كبحت تنفيذ الحكومة للقرار الصادر في جلستي 5 و 7 وآب اللتين كانتا غير ميثقيتين وكان يراد منهما أخذ البلد نحو المجهول".
ورأى قاسم، أن "نهضة لبنان تتمثل بحقيق السيادة بطرد العدو ومنع الوصاية العربية الأميركية وأن ينتظم عمل الدولة ومؤسساتها والبدء بإعادة الإعمار وأن تكون هناك مواجهة للفساد الذي أدى للانهيار السابق".
وتوجه الى الداخل اللبناني بالقول: "أنتظروا حتى نعالج المشكلة الخارجية وبعدها نناقش باستراتيجية أمن وطني"، لافتاً إلى أن "بعض من في الداخل للأسف يعمل على الايقاع الإسرائيلي وأنا أنصحهم بأن يكونوا شركاء في الداخل وأن لا يبرروا للعدو".
وأشار قاسم، إلى أن "هناك مشكلة داخلية ببعض الأشخاص الذين يريدون تسليم السلاح ومشكلة خارجية بالعدوان الإسرائيلي المستمر"، داعياً "للوحدة الوطنية ولا مجال لأي نقاش خارج استراتيجية الأمن الوطني وهي الطريق الوحيد للحل".