وصفت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الخميس الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة بأنه "نعش" يُدفن فيه ما تبقى من الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين، مؤكدة أن قادة المنطقة باتوا "يعيدون حساباتهم" في التحالف مع واشنطن التي بدت "عاجزة" عن حمايتهم.
وبحسب تقرير الشبكة فإن "الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى قطر حملت رسالة واضحة مفادها أن الأموال التي استثمرها الخليج في الولايات المتحدة لن تحميهم من الهجمات الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "تأثيرات الضربة خرجت من حدود قطر، لتفتح باب الشك لدى العواصم الخليجية في جدوى استثمارها السياسي والاقتصادي الطويل مع واشنطن".
وأضافت "قطر والإمارات والسعودية، التي استثمرت معاً نحو ثلاثة ترليونات دولار في الاقتصاد الأميركي، إضافة إلى طائرات رئاسية هدية مقابل ضمانات أمنية، تعيد اليوم النظر في حساباتها بعدما وجدت أن العائد الأمني لا يتناسب مع الكلفة الباهظة".
وأكدت الشبكة أن "قادة هذه الدول يراقبون موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن كثب، في ظل ما يمكن وصفه بالعجز الأميركي عن حماية حلفائها، حتى من دولة حليفة للولايات المتحدة مثل إسرائيل"، لافتة إلى أن "الثقة بين الجانبين تضررت بشكل كبير، وما يزال من غير الواضح ما الذي يمكن أن يقوم به ترامب لاستعادتها".
أشارت "سي ان ان" وشبكات أميركية أخرى إلى أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يمثل "إثباتاً لوجهة النظر التي ترى أن إسرائيل تتعمد تعطيل أي مسار لمباحثات سلام ترعاها واشنطن مع حلفائها في المنطقة". واعتبرت هذه الشبكات أن الهجوم "فعل غير مسبوق" يضرب الثقة بقدرة الولايات المتحدة على حماية شركائها الاستراتيجيين في الخليج.
وفق تقديرات سياسية، فإن الضربة الأخيرة لا تعكس فقط تصعيداً إسرائيلياً ضد قطر، بل تكشف هشاشة المعادلة الأمنية التي اعتمدت عليها دول الخليج لعقود، والمبنية على ضمانات أميركية مقابل استثمارات مالية وسياسية ضخمة.
ويشير مراقبون إلى أن التشكيك الخليجي المتزايد في واشنطن قد يدفع بعض الدول إلى البحث عن خيارات بديلة لتعزيز أمنها، سواء عبر بناء تحالفات إقليمية جديدة أو تنويع الشراكات مع قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا.