تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنَّه يظهر جنرالاً أميركياً يقول إن رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي يسعى لإعادة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى العراق. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والترجمة الصوتية المرفقة بالفيديو مفبركة. FactCheck#
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر عسكريا اميركيا متكلماً. وأُرفق بترجمة صوتية جاء فيها أنَّه "قال إنَّ لديه معلومات عن وجود تواصل بين نوري المالكي وقادة ميليشيات موالية لإيران داخل العراق"، وإنَّ "هناك تنسيقاً واضحاً لإعادة تفعيل خلايا نائمة تابعة لتنظيم (داعش)"، و"المالكي يسهل حركتها في محافظات عراقية"، و"هناك خطّة لتفجير العتبات في النجف وكربلاء وخلق فوضى مذهبية". وكتبت حسابات مع الفيديو (من دون تدخّل): "عاجل- جنرال أميركي في الاستخبارات: نوري المالكي يسعى لإعادة تنظيم داعش في العراق". وحصد الفيديو أكثر من 92 ألف مشاهدة في أحد الحسابات فقط في اكس.
وكشفت "النّهار" أنّ بالبحث الدقيق عن الفيديو، اتَّضح أنَّه نشر يوم 17 مارس/آذار الماضي، في حساب وزارة الحرب الأميركية (الدفاع سابقاً) على يوتيوب. وهو لمؤتمر صحافي في البنتاغون قدّم خلاله الناطق الرسمي باسمه شون بارنيل إيجازاً صحافياً. لكنّه لم يتطرّق فيه إلى نوري المالكي، أو إلى أي سياسي أو قيادي عراقي آخر، وفقا لما تبينه مراجعة المؤتمر. وهذا يعني أن الترجمة التي أرفقت بالفيديو المتناقل مفبركة.
يومذاك، شدّد بارنيل والجنرال أليكسوس غرينكويتش على أنَّ قوة الجيش الأميركي تكمن في الوحدة والهدف المشترك، وليس في التنوع وحده، مستشهدين بتجارب قتالية سابقة في أفغانستان.
وتطرقا إلى استئناف المساعدات العسكرية والاستخباراتية لأوكرانيا في إطار جهود ديبلوماسية يقودها الرئيس ترامب ووزير الحرب بيت هيغسث لتحقيق السلام.
كذلك ناقشا الهجمات الحوثية على القوات الأميركية في المنطقة، والرد العسكري الجاري، موضحين أنَّ الحملة مستمرة حتى تأمين حرية الملاحة وحماية الوطن.
وأُعلن أيضاً نشر المدمّرة USS Gravely لدعم مهام الدفاع البحري عن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بالتعاون مع خفر السواحل.
وتناول بارنيل الانسحاب من أفغانستان بلهجة نقدية، مؤكداً ضرورة محاسبة القيادات المسؤولة، وضرورة وجود أهداف واضحة لأي تدخل عسكري، مشيراً إلى دروس العراق وأفغانستان. ولم يستبعد في الختام أن تكون إيران ضمن الخيارات المطروحة عسكرياً، مع التأكيد أنَّ جميع الاحتمالات تبقى مفتوحة.
لقاء المالكي- هاريس
من جهة أخرى، التقى رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي القائم بأعمال البعثة الأميركية إلى العراق جوشوا هاريس، صباح اليوم الجمعة، وناقشا، وفقاً لبيان للسفارة الاميركية في بغداد، "سُبُل تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق، ودعم الروابط الاقتصادية، وصون سيادة العراق باعتبارها ركناً أساسياً لأمن المنطقة واستقرارها".
ويأتي تداول الفيديو الزائف في وقت تتصاعد حدّة الخطابات والاتهامات في العراق، قبل نحو شهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتعود جدلية سقوط محافظات عراقية عدّة إلى الواجهة مع تداول هذا الاّدعاء، إذ أنَّ نوري المالكي من الشخصيات التي حُمّلت مسؤولية دخول عناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" الإرهابي إلى ثلث العراق. ومن أبرز متّهميه، زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر، الذي وصف المالكي بأنَّه "باع ثلث العراق".