دولي

تشارلي كيرك... الناشط المحافظ الذي حوّل الشباب إلى قوة سياسية

تشارلي كيرك... الناشط المحافظ الذي حوّل الشباب إلى قوة سياسية

برز الناشط الأميركي المحافظ تشارلي كيرك، مؤسس حركة "نقطة التحول" (Turning Point USA)، كأحد أبرز المؤثرين على الجيل الجديد. بنى كيرك، الذي قتل في ولاية يوتا خلال فعالية جامعية، إمبراطورية شبابية خلال عقد واحد، مما جعله من أكثر الأصوات تأثيرًا في الحياة السياسية الأميركية، وفقًا لتقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

بدأ كيرك مسيرته في سن المراهقة متأثرًا بحركة "حزب الشاي" وبرامج الإذاعي راش ليمبو. بدعم مالي من مانحين محافظين، أطلق عام 2012 منظمة "نقطة التحول" بهدف تثقيف الطلاب حول السياسات المحافظة وحشدهم انتخابيًا. وخلال سنوات قليلة، توسعت المنظمة لتشمل مئات الجامعات والمدارس، وأصبحت منصة رئيسية للشباب الجمهوريين، محققة عشرات الملايين من المشاهدات عبر الإنترنت وجاذبة تبرعات سخية من رجال أعمال نافذين.

استراتيجيات إعلامية مؤثرة

أتقن كيرك استغلال الخوارزميات على منصات مثل تيك توك ويوتيوب وتويتر، محولاً المناظرات الجامعية، غالبًا مع طلاب يساريين، إلى مقاطع قصيرة لاقت رواجًا واسعًا بين جيل Z. جمعت هذه المقاطع بين الجدل والسخرية، لكنها في الوقت نفسه عرضت كيرك بهدوئه وابتسامته، مما جعله أقرب إلى جمهوره المحافظ الشاب.

أحد أبرز الأمثلة كان مقطعًا تناول فيه خطوبة المغنية تايلور سويفت، دعاها فيه إلى "رفض النسوية والخضوع لزوجها"، وهو ما أثار غضب الليبراليين، لكنه حصد أكثر من 7.5 مليون مشاهدة وأكد قوة كيرك في صناعة الجدل.

الحركة كذراع سياسي

تحولت "نقطة التحول" مع مرور الوقت إلى قوة انتخابية بارزة. سجلت ملايين الشباب في الانتخابات، ونظمت مؤتمرات ضخمة بمشاركة شخصيات مثل دونالد ترامب وستيف بانون، وجمعت أكثر من 90 مليون دولار في عام واحد. أصبحت جزءًا من استراتيجية الحزب الجمهوري لحشد الناخبين الشباب، الذين كانت مشاركتهم الانتخابية ضعيفة تاريخيًا.

جعلت هذه القوة الرقمية والتنظيمية كيرك حاضرًا في قلب الحملات الجمهورية. ساهم في تعزيز الحضور الشبابي لدونالد ترامب في انتخابات 2024، وشارك بفاعلية في صياغة الخطاب المحافظ على المنصات الجديدة، بما فيها تيك توك التي طالما تجنبها اليمين الأميركي.

مع ذلك، رافقت مسيرة كيرك انتقادات واسعة. اتهمه خصومه بتبني خطاب عنصري ومعادٍ للتنوع، بينما رأى مؤيدوه أنه صوت صريح يدافع عن القيم العائلية والأخلاقية. واجه اتهامات بتضليل الرأي العام خلال جائحة كورونا، وتورطت منظمته في حملات إعلامية وُصفت بالمخادعة لنشر رسائل مؤيدة لترامب.

كان كيرك حريصًا على تصوير نفسه كمناظر جريء، لا يخشى مواجهة أي شخص أو أي فكرة. أكد مرارًا أن هدفه ليس كسب النقاشات بقدر ما هو تحريك عقول الشباب المحافظين وإعادة تشكيل وعيهم السياسي.

إرث مؤثر رغم الرحيل

أحدث اغتيال كيرك فراغًا كبيرًا في المشهد المحافظ، لكن حركة "نقطة التحول" التي أسسها تواصل نشاطها بقوة، مدفوعة بملايين المتابعين والمانحين الذين رأوا فيه قائدًا شابًا أعاد تعريف العمل السياسي بين الأجيال الصاعدة. وصفه أحد حلفائه بالقول: "الفرق بينه وبين أساطير الإعلام المحافظ أنه لم يكتفِ بالكلام، بل بنى مؤسسة باقية".

اليوم، يُنظر إلى كيرك كرمز لجيل جديد من المؤثرين السياسيين الذين استغلوا المنصات الرقمية لاقتحام عقول وقلوب الشباب الأميركي. وبينما يستمر الجدل حول إرثه وأفكاره، تبقى الحقيقة أن تشارلي كيرك نجح في تحويل منصات التواصل إلى ساحة معركة سياسية، وجعل من حركته الشبابية قوة يصعب تجاهلها في السياسة الأميركية.

يقرأون الآن