أكّد وزير الخارجية الأسبق طارق متري، خلال ندوة حوارية نظمها "منتدى جنوبية"، وأدارها حارث سليمان، تحت عنوان "لبنان العربي منذ 2005 حتى اليوم"، أنّ " اتفاق الطائف لم يؤد إلى الحد من التدخلات الخارجية ولا استعادة سيادة لبنان"، واعتبر أن "تداعيات الاتفاق بين السعودية وإيران بوساطة صينية يتطلب التريّث وإلى عدم اصطناع علاقة مباشرة بين الخارجي والداخلي في الحالة اللبنانية".
وتناول متري مختلف المراحل في تلك الحقبة، من حرب 2006 مروراً بـ"النأي بالنفس" وصولاً الى "العزلة العربية والحياد".
ولفت الى أنه "لم يأت فقدان لبنان دوره العربي من عدم، بل جراء تغيرات موضوعية خسر فيها بعض ميزاته التفاضلية"، مشدّداً على "أنه فمع تزامن الانهيار الاقتصادي والمالي ازدادت عزلة لبنان العربية والدولية".".
وأوضح أن "لبنان لجأ الى حيلة النأي بنفسه تفادياً للحرج، كما أن مشروع الحياد بدا غير مكتمل المواصفات ومشوب بالالتباس لجهة كيفية تحقيقه"، مشيرا الى أنه "حتى الآن، لم يغيّر شيئاً يذكر، واهتمام الدول العربية يقوم على شق طريق لخروج لبنان من أزمته المتمادية، تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية غير منحاز وتأليف حكومة إصلاحية وقادرة على ترميم علاقات لبنان العربية مما يحميه من الأحجار الطائشة في لعبة الأقدار الإقليمية".
وشدد على أنه "لم يكن لبنان دائماً مجرد ساحة مواجهة مع إسرائيل وأرض حروب صغيرة وحروب بالواسطة فحسب، بل ساحة تسويات خارجية وداخلية أيضاً وبقيت تلك التسويات، في معظمها، موضعية أو موقتة حتى تحقق توافق عربي ودولي حول النفوذ السوري في لبنان".