لم يتوقف الجدل حول نتائج جوائز الكرة الذهبية، خلال كثير من السنوات الماضية، ولن يتوقف حتى هذه المرة أيضاً، رغم حديث أغلب وسائل الإعلام العالمية عن استحقاق عُثمان ديمبلي بهذا التتويج، بعد موسم «استثنائي» له مع باريس سان جيرمان، وبالطبع كانت الصحف الفرنسية الأكثر احتفالاً بهذا الإنجاز، حيث كتبت «لو فيجارو» عن الفنان ديمبلي الذي تحوّل إلى «قاتل حاسم» مع «الأمراء»، وأكدت أن مهاجم «باريس» فك شفرة الكرة الذهبية في عُمر 28 عاماً، واقتحم قائمة «عمالقة» فرنسا المتوّجين بها.
واهتمت «ليكيب» بدائرة ديمبلي المقربة، أسرته وأصدقائه، التي ترى أنها أحد الأسباب التي ساعدته على التألق، بعد سنوات المعاناة، وقالت الصحيفة إن عُثمان يتربّع الآن فوق قمة العالم، بينما نشرت تقريراً حول عدم توقّع أحد على الإطلاق، أن يفوز بها ديمبلي في يوم من الأيام، لكن الإنجاز تحقق، ولهذا يجب على الكثيرين أن يتعلموا درس عدم اليأس، وضرورة المثابرة والاجتهاد حتى تحقيق الحلم، مهما بدا الأمر مُستحيلاً.
وعنونت «كورييري ديللو سبورت» الإيطالية غلافها بالقول إن ديمبلي عانق جائزة تاريخية وحقق انتصاراً كبيراً، بينما كتبت «الجارديان» البريطانية أنه والإسبانية بونماتي الأفضل في العالم، رغم حزنها لخسارة مواطنتها روسو الجائزة النسائية، وكانت الصحف المدريدية قد أشادت بفوز ديمبلي وبونماتي بالجائزتين، إذ أكدت «أس» أن التتويج مُستحق، فيما طغت صور تتويج نجوم برشلونة على الأغلفة «الكتالونية»، حيث وصفت «موندو ديبورتيفو» لاعبيها بـ«حبّات الذهب».
لكن كل هذا توارى من جديد خلف الصراع الذي لا يتوقف بين الصحافة المدريدية والكتالونية، ودخل ديمبلي ويامال تلك الدائرة هذه المرة، بعدما ظهرت بعض التقارير والمقالات في «موندو»، تُشكّك في فوز النجم الفرنسي بـ«بالون دور»، ونقلت تصريحات الإذاعة المحلية، التي تردد فيها أنه على الرغم من حصاد ديمبلي المُستحق، فإن أداء بيدري كان حالماً، بينما جذب يامال كل الأضواء في الموسم الماضي، حتى مبابي كان أفضل حسب رأي الصحفي والمعلق واللاعب السابق، ألفارو بينيتو.
واستمر بينيتو في مهاجمة قواعد اختيار النجم الفائز بالكرة الذهبية، علماً بأنه لاعب مدريدي سابق، حيث قال إن ترك الاختيار للأشخاص من دون وجود معايير ثابتة وواضحة، يمنحنا في كل مرة آراء غريبة وغير موضوعية، حسب رأيه، وهو ما اتفقت معه صحيفة «سبورت»، خاصة عند الحديث عن بيدري، حيث أشارت إلى أن المركز الذي انتهى إليه في الترتيب، الـ11، يؤكد أن معايير التصويت لا تصلح على الإطلاق.
والمثير أن كُتاب صحيفة «أس» انقسموا بصورة غريبة، حيث كتب البعض أن «العدالة» تحققت بفوز ديمبلي بالجائزة، نتيجة لكل ما قدمه مع «سان جيرمان» في موسمه السابق، بينما وصف آخرون النتيجة بـ«غير العادلة»، لأن عُثمان لم يكن اللاعب الوحيد المؤثر في صفوف الفريق، بطل أوروبا، مقارنة بغريمه الشاب، لامين يامال، الذي أذهل العالم بمستواه وأهدافه ومهاراته في هذه السن الصغيرة، وبالتالي كان يامال يستحق التتويج بها، وبينما نشرت تقريراً قالت فيه إن فوز يامال بجائزة هذا العام كان يعني خللاً في منظومة الاختيار، ظهر تقرير آخر يقول إنه كان الأحق بها بالفعل، نظراً لعمره الصغير ومهاراته الكبيرة.
«ماركا» نفسها بدت متناقضة هي الأخرى، بعدما تحدثت عن فوارق كبيرة جداً في عدد الأصوات، لمصلحة النجم الفرنسي، وعنونت التقرير بـ«لم تكن هُناك مُنافسة»، وهو ما سيظهر خلال أيام قليلة، بعد الكشف عن عدد الأصوات وأسماء المصوتين واختياراتهم، وفي المقابل، نشرت تقريراً يدور حول أن يامال كان يُمكنه بالفعل أن يكون أصغر لاعب يحصد «بالون دور» عبر التاريخ، لكنها ترى أن الفرصة لا تزال قائمة خلال السنوات الـ3 المقبلة، لضرب رقم رونالدو «الظاهرة» القياسي، مؤكدة أن هذا سيحدث في أقرب وقت.