يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز أمنه في وجه التهديد الروسي مع «جدار مضاد للمسيّرات» باتت تعتبره العديد من البلدان، منها من تعرّض لتوغّلات جوّية روسية، «أولويّة».
وبعد توغّل حوالي عشرين مسيّرة وثلاث مقاتلات روسية في الأجواء الأوروبية، باتت بلدان التكتل تسعى إلى تعزيز دفاعها، خصوصاً في محيط روسيا.
تدابير ملموسة
وتعتزم البلدان العشرة بدء اتّخاذ تدابير ملموسة أبرزها تعزيز قدرات رصد المسيّرات قبل دخولها عمق الأراضي الأوروبية، بالاستناد إلى شبكة من «أجهزة الاستشعار» والأقمار الصناعية القادرة على رصد المسيّرات ومتابعة مسارها، وفق ما أفاد مسؤول أوروبي.
وتقضي المرحلة التالية بالتركيز على قدرات اعتراض المسيّرات، وهي أكثر تعقيداً وكلفة. وقال كوبيليوس: «الجدار المضاد للمسيّرات سينشئ منظومة دفاعية جديدة في أوروبا تكون أوكرانيا مستعدّة للمشاركة فيها».
وصرّح المفوّض الأوروبي، الجمعة، أنه ينبغي لأوروبا أن «تتحرّك وأن تقوم بذلك بسرعة. ولا بد من التحرّك بالاستناد إلى كلّ العبر المستخلصة من أوكرانيا ومن خلال إقامة جدار مضاد للمسيّرات بالتعاون مع أوكرانيا».
تحليق غامض لمسيّرات
وتضاف التوغّلات إلى تحليق غامض لمسيّرات في أجواء الدنمارك، ما اضطر السلطات لإغلاق مطار العاصمة لساعات مطلع الأسبوع. وأغلق مطار ثان ليل الأربعاء.
وقال المفوّض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس، الجمعة، في تصريحات إعلامية إن «الانتهاكات المتكرّرة لمجالنا الجوّي غير مقبولة. والرسالة واضحة، فروسيا تختبر الاتحاد الأوروبي والناتو. وينبغي أن يكون ردّنا حازماً وموحّداً وفورياً».
وأقام المفوّض الأوروبي، اجتماعاً، الجمعة، دعي إليه مسؤولون من عشرة بلدان قريبة جغرافياً من روسيا، فضلاً عن أوكرانيا التي أصبحت بعد حوالي ثلاث سنوات من الحرب ملمّة في مجال المسيّرات والدفاعات الجوّية ومضادات المسيّرات.
وقال وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميغال، الجمعة، في ختام الاجتماع: «نحن مستعدّون لتشارك خبرتنا في مجال اعتراض المسيّرات الروسية مع الاتحاد الأوروبي والناتو والدول المجاورة».
وتواجه أوكرانيا مئات المسيّرات التي تشنّها روسيا على أراضيها بوتيرة شبه يومية وهي من البلدان الأوروبية القليلة جداً التي تصنّع طائرات بدون طيّار مضادة للمسيّرات هي أقل كلفة من الصواريخ والمقاتلات.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد تطرّقت إلى فكرة «جدار مضاد للمسيّرات» في خطاب ألقته أمام البرلمان الأوروبي في 10 سبتمبر/أيلول.
ومن المرتقب أن تناقش هذه الفكرة خلال اجتماع غير رسمي لرؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء في كوبنهاغن.