يبدو أن برشلونة اعتاد على مفاجأة العالم بقدرة أكاديميته الشهيرة "لا ماسيا" على إنتاج مواهب لا تنضب، إذ يواصل الفريق الكاتالوني تقديم أسماء جديدة للفريق الأول موسماً بعد آخر، وآخر هذه الأسماء كان الشاب بيدرو فرنانديز "درو"، الذي أصبح أحدث اكتشافات المدرب الألماني هانسي فليك.
"درو"... موهبة صاعدة بثبات
بعمر 17 عاماً فقط، ظهر "درو" لأول مرة في مباراة رسمية بقميص برشلونة أمام ريال سوسيداد التي انتهت لصالح البارسا 2-1، ونجح في خطف الأنظار بأدائه المميز على أرضية ملعب مونتجويك. اللاعب، الذي ينحدر من أب غاليسي وأم فلبينية، لفت الأنظار منذ جولة برشلونة الآسيوية الصيفية، حين أظهر شخصية قوية وقدرات فنية دفعت فليك وطاقمه الفني لمنحه فرصة تدريجية مع الفريق الأول.
رغم أن خطط النادي كانت تقضي بخوض اللاعب الموسم كاملاً مع الفريق الرديف، إلا أن تطوره السريع أقنع فليك بضرورة ضمه إلى قائمة الفريق بشكل دائم. المفاجأة الكبرى جاءت حين قرر المدرب الألماني الدفع به في التشكيلة الأساسية أمام سوسيداد، ليُظهر هدوءاً وثقة تفوق سنوات عمره، ويتحرك بثبات في وسط الملعب إلى جوار بيدري وفرينكي دي يونغ.
التاسع في عهد فليك
بمشاركته هذه، أصبح "درو" اللاعب التاسع الذي يمنحه فليك فرصة الظهور الرسمي الأول مع الفريق الأول، فقد سبقه خلال الموسم الماضي كل من:
جيرارد مارتين
مارك برنال
باو فيكتور
سيرجي دومينغيز
أندريس كوينكا
توني فرنانديز
داني رودريغيز
جوفري تورينتس
لا ماسيا... مصنع النجوم
هذا الرقم يدحض كل التكهنات التي ربطت اعتماد فليك على الشباب بظروف طارئة مثل غياب الدوليين بعد البطولات الكبرى، إذ بات من الواضح أن المدرب الألماني يملك مشروعاً طويل الأمد يمنح فيه المواهب الفرصة للتطور في أجواء المنافسة الحقيقية.
تجربة "درو" تمثل حلقة جديدة في سلسلة نجاحات "لا ماسيا"، التي تُعَد ركيزة أساسية في هوية برشلونة الكروية، فلسفة النادي تقوم على المزج بين النجوم العالميين وخريجي الأكاديمية الذين يتمتعون بما يسمى "DNA برشلونة"، وهو ما يجعل الفريق قادراً على التجدد باستمرار دون فقدان أسلوبه المميز.