يشهد ريال مدريد فترة صعبة تحت قيادة تشابي ألونسو، بعد تعرض الفريق لهزيمتين ثقيلتين في مناسبات كبرى خلال فترة قصيرة، ما أثار مخاوف حول قدرة الفريق على التعامل مع المباريات الحاسمة، فالبداية جاءت في الدور قبل النهائي لكأس العالم للأندية، إذ خسر ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة، لتكون هذه أول إشارة واضحة إلى التحديات التي تواجه ألونسو مع الفريق في المباريات الكبرى.
لم يكد يلتقط الفريق أنفاسه، حتى جاء اختبار آخر أصعب في ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد، وانتهى بخسارة ثقيلة 5-2 في ملعب متروبوليتانو، بعد أن استقبل الفريق خمسة أهداف في نصف ساعة فقط، هذه النتيجة لم تؤثر على ترتيب الفريق فقط، بل أظهرت هشاشة الدفاع وضعف الأداء في اللحظات الحاسمة، ما يضع تساؤلات كبيرة حول قدرة ألونسو على إدارة المباريات الكبرى وتحقيق الانتصارات المطلوبة أمام الفرق المنافسة مباشرة على لقب الدوري.
دخل ريال مدريد مباراة الديربي بعد سلسلة من 6 انتصارات متتالية في الدوري الإسباني، وكان الجميع يتوقع استمرار الأداء القوي الذي ميّز الفريق منذ بداية الموسم، لكن الهزيمة لم تكتفِ بقطع سلسلة الانتصارات، بل أوقعت الفريق في مأزق على صعيد الثقة النفسية للفريق، وفتحت الباب أمام الغريم برشلونة للإنقضاض على صدارة لا ليغا بفارق نقطة.
واعتراف تشابي ألونسو بصعوبة الهزيمة وبأن الفريق لم يظهر بالمستوى المطلوب يعكس وعيه بالواقع، لكنه أيضاً يضعه أمام تحدٍ كبير يتمثل في إعادة بناء الثقة بسرعة وتجاوز الانتكاسة الحالية.
التاريخ يعلمنا أن ريال مدريد سبق وتعرض لهزائم كبيرة في بداية المواسم، لكنه كان قادراً على التعافي والانطلاق نحو ألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وهو ما يأمل ألونسو في تكراره هذا الموسم، خصوصاً مع الحاجة الماسة للحفاظ على توازن الفريق واستمرارية نتائجه الإيجابية في المباريات المقبلة.
في المجمل، تبدو المرحلة الحالية اختباراً حقيقياً لقدرات تشابي ألونسو كمدرب، سواء في إدارة المباريات الكبرى أو في التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي ترافق أي فريق بحجم ريال مدريد. النجاح في تخطي هذه الأزمة قد يكون مؤشراً قوياً على مدى جاهزية الفريق للعودة بقوة للمنافسة على جميع الجبهات.