دولي

بيليم تقترب.. وأوروبا تُراوغ الزمن الأخضر

بيليم تقترب.. وأوروبا تُراوغ الزمن الأخضر

صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي سيحدد أهدافا لخفض الانبعاثات لعامي 2035 و2040 في الوقت المناسب لقمة المناخ العالمية "كوب 30" في تشرين الثاني/نوفمبر بالبرازيل.

وفشل الاتحاد في الالتزام بموعد نهائي حددته الأمم المتحدة للموافقة على الأهداف بنهاية أيلول/سبتمبر، في حين نجحت اقتصادات كبرى أخرى، بما في ذلك الصين، في الوفاء بالموعد النهائي المحدد.

وكان من المقرر أن يوافق وزراء الاتحاد على هدف تغير المناخ لعام 2040 في 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، لكن الانقسامات بين دوله عرقلت التوصل إلى اتفاق.

وقالت أورسولا فون دير لاين، خلال فعالية للاتحاد الأوروبي في بروكسل عبر رسالة فيديو: "قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الـ30 في بيليم، سنحدد أهداف المساهمات المحددة وطنيا لعامي 2035 و2040".

وتُشير منظمة الأمم المتحدة إلى الأهداف المناخية التي تضعها الدول وفق مخرجات اتفاق باريس للمناخ لعام 2015 بـ"المساهمات المحددة وطنيا".

وتهدف تلك الالتزامات إلى التخفيف من تغير المناخ إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بحلول عام 2030، إذ تسعى اتفاقية باريس لخفضها بنحو النصف بحلول ذلك العام مقارنة بعام 2019 للحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.

وفي محاولتها الضغط على دول الاتحاد لاتخاذ قرار، أقرت فون دير لاين بضرورة التحلي بالبراغماتية في ضوء الانقسامات بين الدول الأعضاء حول الأهداف.

وتابعت دير لاين أن "ستختلف كيفية تحقيق هذه الأهداف. لقد تغير العالم، المنافسة العالمية شرسة وليست عادلة دائما. نحن بحاجة إلى مزيد من المرونة والبراغماتية، ولكن بالاستمرار في المسار الصحيح، نوفر الاستقرار للعمال، والوضوح للشركات، واليقين للمستثمرين".

وأضافت فون دير لاين أن أوروبا ستلتزم بأهدافها المناخية، وأن بروكسل تعمل على تقليص البيروقراطية لمساعدة الشركات في التحول الأخضر، وتستثمر في شبكات الطاقة حتى يشعر المستهلكون بفوائد الطاقة المتجددة الأرخص.

ولكن مع سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قيادة التحول بعيدا عن العمل المناخي، وأزمة الحرب في أوكرانيا، تدهورت الاقتصادات، وأصبحت أوروبا تعطي الأولوية للإنفاق الدفاعي، وضغط بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي على المفوضية لإبطاء أجندتها الخضراء.

وستكون محادثات المناخ "كوب 30″ في بيليم بالبرازيل بمثابة اأختبار لمدى رغبة الاقتصادات العالمية الكبرى بما فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في مواصلة جهودها المناخية.

ويسود عدم يقين من أن الاتحاد الأوروبي سيقر أهدافه المناخية في الوقت المحدد، بعد أن طالبت دول، منها فرنسا وألمانيا وبولندا، الحكومات بمناقشة أهداف المناخ في قمة أواخر تشرين الثاني/أكتوبر المقبل، وهو ما لا يترك للدول الأعضاء سوى بضعة أسابيع لإكمال الأهداف والموافقة عليها قبل مؤتمر الأطراف.

وفي هذا السياق، قال مسؤول بولندي كبير لرويترز: "لا أعلم إن كنا سنصل في الوقت المناسب إلى بيليم، ببساطة لا أعلم. الأمر يعتمد على عوامل كثيرة في الوقت الحالي".

وتناقش بلدان الاتحاد الأوروبي هدفا ملزما قانونا لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الاتحاد بنسبة 90% بحلول عام 2040، مقارنة بمستويات عام 1990، مع تغطية حصة من هذا الهدف من خلال شراء أرصدة الكربون الأجنبية.

يقرأون الآن