رياضة

من هو "سلاح فليك" السري في برشلونة؟

من هو

في خضم صخب مباريات برشلونة وضغطها، قد لا تلتفت الجماهير إلا لما يحدث على العشب الأخضر، لكن عدسات الكاميرات المتخصصة بدأت ترصد رجلًا آخر، بعيدًا عن دكة البدلاء، يجلس في أعلى نقطة بالمدرجات، يعيش المباراة بانفعالات قد تفوق أحيانًا انفعالات المدرب نفسه. 

رجلٌ يصرخ غضبًا مع هجمة ضائعة، ويضرب بيده على الطاولة أمامه مع خطأ دفاعي ساذج، هذا الرجل هو "ستيفن نوب"، الذي لم يأتِ به هانزي فليك ليكون مجرد مساعد، بل ليكون عينه الثالثة وسلاحه العلمي السري الذي يكشف حجم المعاناة التكتيكية للفريق خلف الكواليس.

طبيب وعالم رياضي.. هوية السلاح السري

فمن هو "نوب"؟ للوهلة الأولى، يبدو مجرد محلل أداء، لكن سيرته الذاتية تكشف عن شخصية فريدة من نوعها في عالم كرة القدم. 

هو ليس مجرد خبير تكتيكي، بل يحمل لقب "دكتور" مرتين، فهو طبيب متخصص في أمراض الدم والتخثر (الجلطات)، وباحث أكاديمي مرموق في المجال الطبي بجامعة فيينا.

وفي الوقت نفسه، يحمل دكتوراه أخرى في علوم الرياضة من جامعة كولونيا الألمانية، متخصصًا في تحليل الأداء البدني والخططي.. هذا المزيج النادر بين الطب الدقيق وعلم الرياضة يجعله العقل المدبر القادر على فهم ما يحدث للاعبين جسديًّا وخططيًّا في آن واحد.

عيون فليك البانورامية.. كل انفعال يروي خطأً

يجلس نوب في المدرجات عمدًا، بناءً على طلب فليك، ليحصل على رؤية بانورامية شاملة للملعب، وهي زاوية مستحيلة من على خط التماس. 

من هناك، يرى المساحات التي لا يراها اللاعبون، والتحركات الخاطئة قبل أن تتحول إلى كارثة. وعندما تلتقطه الكاميرا وهو في قمة غضبه، فإن انفعاله لا يكون عشوائيًّا، بل هو أشبه بنافذة تطل مباشرة على غرفة عمليات الجهاز الفني.

فهذا الغضب لا يعكس مجرد حماسة مشجع، بل يمثل صرخة إحباط من خطأ تم التحذير منه مرارًا خلال تدريبات الأسبوع.

صرخات تكشف ما وراء الكواليس

عندما يضع نوب يده على رأسه بيأس، فغالبًا ما يكون السبب أنَّ لاعبًا لم يطبق تعليمات الضغط في التوقيت المحدد، أو أنَّ ظهيرًا ترك مساحة شاسعة خلفه تم استغلالها بسهولة من الخصم؛ وهي أخطاء بدائية لا يتوقعها جهاز فني قضى ساعات طويلة في تحليل المنافس ووضع الخطط لمواجهته.

هذه الانفعالات هي الدليل الحي على حجم المعاناة التي يعيشها فليك وجهازه، فهم يرون الخطة التي رسموها بدقة تنهار أمام أعينهم بسبب قلة التركيز أو سوء اتخاذ القرار في لحظة حاسمة.

إن غضب ستيفن نوب وانفعالاته المرصودة ليسا مجرد تفصيلة عابرة، بل هما مؤشر على أن مشروع فليك في برشلونة قائم على الدقة العلمية والتفاصيل الصارمة.

غضب نوب في المدرجات هو في الحقيقة غضب فليك الصامت على خط الملعب، وهو يكشف أن المعركة الحقيقية للجهاز الفني ليست فقط ضد المنافسين، بل أيضًا ضد العادات القديمة والأخطاء المتكررة داخل الفريق، وهي المعركة التي يخوضونها بعيدًا عن الأضواء، على أمل أن تصل صرخاتهم من المدرجات إلى عقول اللاعبين على أرض الملعب.

يقرأون الآن