أعلن مستشار السياسات الخارجية بالكرملين يوري أوشاكوف، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث صراع أوكرانيا مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال زيارة رسمية يقوم بها شي إلى موسكو بعد أيام، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الإعلام الروسية الحكومية.
ونقلت الوكالة عن أوشاكوف قوله إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سيشارك في المحادثات مع شي وإن: "التعاون العسكري الفني" سيجري بحثه خلال الزيارة.
وأكد مسؤولون من روسيا والصين إلى أن شي سيزور روسيا بعد أيام لبحث الصراع الأوكراني بعد أن تباعدت العلاقات بين موسكو وواشنطن من جديد.
وزيارة شي إلى موسكو هي إنجاز دبلوماسي بالنسبة لبوتين الذي تخضع بلاده لعقوبات دولية غير مسبوقة منذ إرساله عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في 24 فبراير شباط 2022.
وعقدت بكين وموسكو شراكة "بلا حدود" قبل وقت وجيز من الغزو وقال القادة الأميركيون والأوروبيون إنهم قلقون من أن بكين ربما ترسل أسلحة إلى روسيا.
ونفت الصين وجود أي خطة على هذاالنحو وانتقدت إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة الذي سيتوسع قريبا ليشمل طائرات مقاتلة بعدما وافقت بولندا وسلوفاكيا هذا الأسبوع على إرسال مقاتلات. وقال الكرملين إن المقاتلات بكل بساطة ستُدمر.
وقال مسؤول روسي إن شي وبوتين سيبحثان الصراع في أوكرانيا، بالإضافة إلى "التعاون العسكري الفني".
وفي وقت سابق، كشف الكرملين أن وثائق ثنائية "مهمة" سيجري توقيعها، من دون الاستفاضة في التفاصيل.
وقال وانغ وين بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن زيارة شي إلى روسيا، وهي الأولى منذ أربعة أعوام تقريبا، ستعزز الشراكات الاقتصادية وتروج "السلام"، على الرغم من أنه لم يذكر حرب أوكرانيا بشكل واضح.
والصين هي أهم حلفاء روسيا وتشتري النفط الروسي وبضائع أخرى تمتنع دول الغرب عن شرائها. والصين أيضا من كبار مشتري الحبوب الأوكرانية.
شحنات الحبوب
وفي سياق منفصل، ينتهي غدا السبت اتفاق دولي يسمح بتصدير الحبوب من عدة موانئ أوكرانية مطلة على البحر الأسود. ووافقت روسيا على تمديد الاتفاق 60 يوما، بينما دعت أوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا إلى تمديده 120 يوما، وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في إبرام الاتفاق الأولي.
ولم تفصح روسيا عن السبب المحدد لإصرارها على تمديده 60 يوما، على الرغم من أنها تشتكي من أن العقوبات الغربية تعرقل صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وقال مكتب الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة إن المناقشات لا تزال جارية بشأن تجديد الاتفاق الضروري لمنع حدوث أزمة غذاء عالمية لأن أوكرانيا أحد أكبر مصدري الحبوب. وسيقيد قصر المدة صادرات أوكرانيا بشكل أكبر، وتظل الصادرات أقل كثيرا من مستوياتها المسجلة قبل الغزو.
وقالت أليساندرا فيلوتشي المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف في إفادة "لن نتكهن بشأن ما سيحدث غدا".
وعبرت الصين، التي لم تندد بغزو روسيا لأوكرانيا، عن مخاوفها بشأن احتدام الحرب بعدما اعترضت مقاتلتان روسيتان طائرة مراقبة مسيرة أميركية لتتحطم في البحر الأسود منذ ثلاثة أيام، وهي أول مواجهة روسية أميركية مباشرة معروفة.
وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأن وزير الدفاع سيرغي شويغو قدم مكافأة لطياري المقاتلتين اليوم الجمعة، في رد واضح على تصريحات البيت الأبيض بأن الحادث كان تصرفا طائشا وربما أظهر عدم كفاءة.
ودعت بكين إلى محادثات سلام بين موسكو وكييف، لكن روسيا تقول إن أوكرانيا يجب أن تقبل بخسارتها أربع مناطق بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها إليها بالقوة في 2014.
وتقول أوكرانيا إن القوات الروسية يجب أن تنسحب إلى ما بعد حدود 1991، وهو العام الذي تم فيه حل الاتحاد السوفيتي، وإن موسكو ستستخدم أي هدنة لإعادة بناء قواتها من أجل شن هجوم آخر.
وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن شي سيجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي بعد زيارته لروسيا لكن بكين لم تؤكد الاتصال،
من جهته، قال متحدث باسم زيلينسكي لوسائل إعلام أوكرانية إنه لم يتم الاتفاق على ذلك بعد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون البريغادير جنرال باتريك رايدر لشبكة (سي.إن.إن) إن من المهم أن تستمع الصين لوجهة النظر الأوكرانية لفهم تبعات دعمها لروسيا.
رويترز