يعيش المهاجم الإنكليزي هاري كاين واحدة من أفضل فتراته في مسيرته الكروية، إذ يقدّم أداءً لافتاً مع بايرن ميونيخ ويُحطم الأرقام القياسية من دون كلل أو ملل، حتى مع بلوغه سنّ الـ32.
في توتنهام، كان هاري كاين "مظلوماً"، ليس لأنه لم يُحقق أرقاماً مميزة، بل لأنه لم يُحرز أي لقب مع الفريق. هذه الأزمة عرّضته لانتقادات كثيرة من وسائل الإعلام الإنكليزية والعالمية، وحتى من الجماهير. فبات "الأمير" مُطالباً بتحقيق الألقاب لا تسجيل الأهداف وتصدّر قوائم الهدافين فحسب.
انتقل كاين إلى بايرن ميونيخ الألماني موسم 2023-2024 بهدف إحراز الألقاب. والنادي البافاري معروف بقدرته على تحقيق الكؤوس بسهولة محلياً، لكنّ ذلك لم يحصل في موسمه الأول مع الفريق، لكنه تمكن من خطف درع الـ"بوندسليغا" في الموسم الثاني بقيادة المدرب البلجيكي فينسنت كومباني.
تأقلم كاين سريعاً مع الأجواء في ميونيخ، وتمكن من فرض نفسه بقوّة من خلال تسجيل وصناعة الأهداف، بالإضافة إلى ظهوره بشخصية القائد على أرض الملعب. لا يكتفي النجم الإنكليزي بمركزه في الخط الأمامي، بل يُساعد زملاءه في خطي الدفاع والوسط أيضاً، ويتحرّك في مختلف المراكز وكأنه في العشرينيات من عمره.
استطاع كاين تحطيم المزيد من الأرقام هذا الموسم، فبات أسرع لاعب يصل إلى الهدف رقم 100 مع فريقه وذلك في 104 مباريات، متفوّقاً على البرتغالي كريستيانو رونالدو والنروجي إرلينغ هالاند.
كذلك، ساهم كاين حتى الآن بـ25 هدفاً (21 هدفاً و4 تمريرات حاسمة) في 15 مباراة فقط مع بايرن ميونيخ هذا الموسم، وهو رقم "خيالي". وفي حال استمرّ بالمعدّل نفسه حتى نهاية الموسم، فسيُحطم الكثير من الأرقام وسيخرج بموسم تاريخي.
ما يقدّمه كاين في الآونة الأخيرة يُعد "مثالياً، وهو أفضل مهاجم في العالم حالياً من دون منازع". مع ذلك، حلّ في المركز الثالث عشر في ترتيب الكرة الذهبية لموسم 2024-2025، رغم تسجيله 41 هدفاً و14 تمريرة حاسمة في 51 مباراة. كثيرون استغربوا الأمر، وبعضهم اعتبر أنّ ما حققه مع العملاق الألماني لا يكفي للتقدّم أكثر في القائمة.
المؤكد أنّ كاين كما كان "مظلوماً" في توتنهام هو يعيش حالياً في الظل في بايرن ميونيخ، وتحديداً "الظل الإعلامي"، حيث لا تُسلط الأضواء على النجوم في الأندية الألمانية كما هي الحال في الأندية الإنكليزية والإسبانية.