اكتشف علماء صينيون رواسب ليثيوم كبيرة في أعالي جبال الهيمالايا بالقرب من جبل إيفرست، على ارتفاعات تتراوح بين 17,700 و18,300 قدم، ويعد ثالث أكبر احتياطي لليثيوم في الصين، ويحتوي على أكثر من مليون طن من أكسيد الليثيوم.
من المحتمل أن تحدث رواسب الليثيوم، المكتشفة قرب قمة تشيونغجياغانغ في هضبة تشينغهاي-التبت، تغييراً جذرياً في سلسلة التوريد العالمية لهذا المعدن الحيوي، حيث يُعد أكسيد الليثيوم، وهو الشكل الموجود في هذه الرواسب، أساسيًا في تصنيع البطاريات المستخدمة في المركبات الكهربائية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
يعتقد الجيولوجيون الصينيون أن هذه الرواسب يمكن أن تُسهم بشكل كبير في جهود الطاقة المستدامة، مع توجه العالم نحو حلول الطاقة الخضراء، ويلعب الليثيوم دوراً محورياً في خفض انبعاثات الكربون. ومع ذلك، فإن التحديات البيئية واللوجستية للتعدين على هذه المرتفعات الشاهقة كبيرة، ولا يزال الاكتشاف في مراحله الأولى من الاستكشاف، ويجري تقييم إمكانات عمليات التعدين واسعة النطاق بعناية.
المخاوف البيئية واللوجستية
أثار احتمال استخراج الليثيوم على هذا الارتفاع الشاهق مخاوف بيئية ولوجستية كبيرة، تُعد المنطقة المحيطة بجبل إيفرست جزءاً من جبال الهيمالايا الكبرى، وهي منطقة حساسة بيئيًا، إذ تغذيها أنهار جليدية، ويُهدد أي نشاط تعديني في هذه المنطقة بتلويث مصادر المياه وتسريع ذوبان الأنهار الجليدية. وتُشكل هذه الهشاشة البيئية مصدر قلق كبير للعلماء ونشطاء الحفاظ على البيئة.
علاوة على ذلك، فإن تكلفة الكربون الناتجة عن استخراج الليثيوم في بيئة قاسية كهذه قد تُقوّض أهداف المناخ العالمية، وبينما يُعد الليثيوم حجر الزاوية في عملية التحول إلى الطاقة الخضراء، فإن طبيعة التعدين في الصخور الصلبة عالية الارتفاع التي تتطلب طاقة كثيفة قد تُلغي الفوائد المناخية لاستخدام الليثيوم كمصدر طاقة مستدام.
الذهب الأبيض الجديد وتداعياته الجيوسياسية
مع تزايد تسمية الليثيوم بـ"النفط الجديد" نظرًا لوفرة إمداداته، فإن استخراجه يترتب عليه تنازلات كبيرة، تُبرز إمكانات الليثيوم في منطقة إيفرست التوتر القائم بين استغلال هذا المورد والحفاظ على المناخ.
إن سيطرة الصين على جزء كبير من سلسلة الليثيوم العالمية قد تُعزز الاعتماد العالمي على إمداداته، مما يُثير مخاوف بيئية وجيوسياسية. ويُضيف التدهور البيئي المحتمل في الأراضي الحساسة جيوسياسيًا مزيداً من التعقيد إلى النقاش الدائر حول التعدين، ويؤكد هذا الوضع على ضرورة دراسة الآثار الأوسع لاستخراج الليثيوم بعناية.
يُمثّل اكتشاف الليثيوم قرب جبل إيفرست فرصةً وتحدياً في آن واحد في مجال الطاقة المستدامة. ومع ترسيخ الصين مكانتها كلاعب مهيمن في سوق الليثيوم العالمي، يجب دراسة الآثار البيئية والجيوسياسية لهذا الاكتشاف بعناية. كيف يُمكننا ضمان ألا يكون السعي وراء الطاقة الخضراء على حساب النظم البيئية الهشة والاستقرار العالمي؟