أكد رئيس الحكومة نواف سلام، خلال زيارته إلى بلدية صيدا، أن المدينة تشكّل نموذجًا مصغّرًا عن لبنان بتاريخها وتنوّعها وقدرتها على الصمود والنهوض، معتبرًا أنها بوّابة الجنوب وجسر تواصل دائم بين جميع اللبنانيين. وأشار إلى أن صيدا كانت ولا تزال ملجأ للإخوة الفلسطينيين، وهم شركاء في المعاناة والكرامة.
وشدّد سلام على التزام الحكومة بمسيرة الإصلاح واستعادة هيبة الدولة، مؤكّدًا أن الدولة لا تُبنى بالشعارات بل بتطبيق القوانين على الجميع، وأنه "لا أحد يجب أن يبقى فوق القانون، ولبنان لا ينهض إلا باستعادة دولته ومؤسساتها".
ولفت إلى أن لبنان لا يمكن أن يعيش بالعزلة ولا بالتبعية، بل بأن يكون ساحة التقاء، مشددًا على أن الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات الدولية هي القادرة على صون أمنها ومصالحها. كما جدد التأكيد على التمسّك بحصر السلاح بيد الدولة، وعلى التزام الحكومة بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها "من دون أي تأجيل أو تذرّع بالظروف".
وتناول سلام المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة، معتبرًا أن تبدّل موازين القوى وإعادة رسم خرائط المصالح الدولية يفتح بابًا أمام فرص الاستقرار، وهو ما يستوجب تثبيت موقع لبنان ودوره الطبيعي.
وفي ما يخص ملف الإعمار، أقرّ بأن المساعدات تأخّرت، لكنه أكد أن ذلك لن يثني الحكومة عن مواصلة العمل وعقد مؤتمر دولي مخصّص لإعادة الإعمار وتأمين العودة الآمنة والمستدامة لأهالي الجنوب، مشدّدًا على أن دعم صيدا إنمائيًا واجب وطني.
وختم سلام بالتأكيد على أن الدولة حاضرة وجاهزة للاستماع للناس، مشيرًا إلى أن مشروع الحكومة "بسيط وواضح: استعادة الدولة وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية عبر زيادة العديد والعتاد والرواتب".