دولي

بأكبر مناورة عسكرية.. إسرائيل تختبر قوتها على طول الحدود مع لبنان

بأكبر مناورة عسكرية.. إسرائيل تختبر قوتها على طول الحدود مع لبنان

بدأ الجيش الإسرائيلي، الأحد، أوسع مناورة عسكرية له منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بمشاركة الفرقة 91 التابعة للقيادة الشمالية، على طول الحدود مع لبنان، لاختبار قدراته الهجومية والدفاعية في مواجهة أي تصعيد محتمل مع حزب الله، وفق ما ذكرت صحيفة معاريف.

وفي التفاصيل، اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة “إكس” عن انطلاق تمرين عسكري واسع في منطقة الجليل، ابتداءً من مساء اليوم الأحد وحتى يوم الخميس، وذلك على طول الحدود مع لبنان، ويشمل البلدات الشمالية ومنطقة الساحل والجبهة الداخلية.

وبحسب أدرعي، فإن التمرين يهدف إلى اختبار الجهوزية الميدانية وتعزيز التنسيق متعدد الأذرع بين القوات البرية والبحرية والجوية ووحدات الاستجابة الفورية.

سيناريوهات التمرين تشمل:

حماية المستوطنات والحدود الشمالية.

التعامل مع تهديدات فورية ومحاولات تسلل.

استخدام مسيرات (درون) وقطع جوية وبحرية لمحاكاة هجمات معادية.

أعمال محاكاة “للعدو” وتفعيل أنظمة الإنذار.

حركة مكثفة للآليات العسكرية وقوات الأمن في محيط المستوطنات.

وأشار المتحدث إلى أنه من المتوقع سماع دوي انفجارات وأصوات إطلاق نار خلال التمرين، مؤكدًا أن النشاطات تأتي ضمن برنامج التدريبات السنوي للعام 2025، وليست مرتبطة بتطورات ميدانية مباشرة.

وذكرت صحيفة "معاريف" أن التدريب، الذي يستمر عدة أيام، يُعد الأكبر منذ الحرب الأخيرة على غزة، ويهدف إلى محاكاة سيناريوهات قتال متعددة الجبهات، تشمل هجمات صاروخية من لبنان ومحاولات تسلل إلى الداخل الإسرائيلي.

وأشارت معاريف إلى أن المناورة تركز على القتال في مناطق مأهولة والتعامل مع مفاجآت ميدانية غير متوقعة، مستذكرةً أن الجيش الإسرائيلي فشل في توقع نمط هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر رغم تدريباته المكثفة على حرب الأنفاق.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يسعى من خلال هذه المناورة إلى تفادي تكرار أخطاء الماضي، مثل المفاجأة التي تعرض لها في حرب 6 تشرين الأول/أكتوبر 1973، وحرب لبنان الثانية عام 2006، مؤكدة أن "الخبرة العسكرية أثبتت أن الواقع الميداني لا يشبه التدريبات مهما بلغت دقتها".

ولفتت الصحيفة إلى أن المناورات تجري في ظرف حساس على الحدود الشمالية، إذ يسعى حزب الله إلى إعادة بناء قوته العسكرية بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، واستعادة نشاطاته الميدانية وعمليات تهريب الأسلحة، رغم الخسائر التي لحقت به.

وأضافت أن الحزب يعمل على إخراج الصواريخ والأسلحة من مستودعات تضررت جزئيًا خلال القصف الإسرائيلي، محاولاً ترميم منظومته الدفاعية، مع تزايد المؤشرات على تحركات لعناصره في جنوب لبنان.

إحباط تهريب أسلحة

وفي السياق نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي إحباط عملية تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان عبر جبل الشيخ، وضبط قنابل وصواريخ مضادة للدبابات وذخائر متنوعة، فيما واصل سلاح الجو الإسرائيلي غاراته على مواقع لحزب الله في وادي البقاع وجنوب لبنان خلال الساعات الماضية.

ورأت معاريف أن مناورة الفرقة 91 تُظهر تحولاً في عقلية الجيش بعد هجوم 7 أكتوبر، لكنها حذّرت من أن الاعتماد على نماذج التدريب التقليدية قد يترك الجيش غير مستعد لحروب المستقبل، التي تتطلب مرونة تكتيكية وفهماً أعمق لأسلوب تفكير الخصوم مثل إيران وحماس وحزب الله.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن مناورة اليوم تمثل عرض قوة مهمًا للجيش الإسرائيلي، لكنها تطرح في الوقت نفسه سؤالاً استراتيجياً مفتوحاً: هل يستعد الجيش لحرب قادمة، بينما يستعد حزب الله لحرب مختلفة تماماً؟

يقرأون الآن