عاد نشاط التحالف الدولي في سوريا بكثافة، مستهدفًا قيادات الصف الأول في تنظيم داعش.
حيث برز اسم "خالد المسعود"، أحد أبرز أعمدة التنظيم، الذي تم اعتقاله بعملية نوعية في مدينة الضمير بريف دمشق الشرقي.
ويعد خالد المسعود من بين أربعة قادة بارزين لتنظيم داعش في مدينة الضمير، وكان من أبرز مهامه تولي مسؤوليات ميدانية وتنظيمية للتنظيم منذ سنوات، خصوصًا بعد انهيار الولاية المزعومة لداعش في سوريا والعراق.
المسعود هو سوري الجنسية، وينحدر من منطقة القلمون الشرقية، وزوجته شقيقة إحدى الشخصيات المعروفة ضمن تنظيم داعش في الضمير، إبراهيم نقرش (الملقب طلاعية)، الذي كان أمير داعش في الضمير قبل مقتله.
وانضم المسعود إلى صفوف تنظيم داعش منتصف العام 2014، بعد أن كان منتمياً إلى فصيل متشدد في المنطقة.
وعُرف عن المسعود ميله إلى الفكر التكفيري وتشدده في منصبه سواء السابق أو الحالي؛ ما جعله محل ثقة لدى قيادات تنظيم داعش التي كلفته بقيادة العمليات الأمنية وإدارة الخلايا النائمة في المنطقة الشرقية في ريف دمشق، إلى جانب توليه مسؤولية الإشراف على شبكات تهريب الأسلحة والمقاتلين بين البادية السورية (معقل التنظيم) وريف دمشق.
وخالد المسعود، الذي عُرف عنه حذره الشديد، فقد كان يتنقل بهويات مزورة وينتقي مرافقيه بعناية كبيرة، ومؤخرًا ركّز على مدينة الضمير، حيث عمد إلى تشكيل فصائل صغيرة في محاولة منه لتحويل مدينة الضمير إلى مقر له، خاصة خلال العامين الأخيرين، بعد ضربات القوات السورية السابقة والقوات الروسية قبل سقوط النظام السوري.
يُذكر أن خالد المسعود كان المسؤول المباشر عن القيام بعمليات ضد قوات النظام السوري السابق وضد خصوم التنظيم في منطقة البادية السورية، كما لعب دورًا رئيسيًا في إعادة هيكلة بعض الخلايا الميدانية التي كانت شبه منهارة منذ العام 2021.
وفي عملية استخباراتية دقيقة، ما بين قوات التحالف الدولي بالتعاون مع قوات سورية على الأرض، حيث تم تنفيذها عبر إنزال جوي مفاجئ استمر لقرابة الساعة، تخلله تبادل لإطلاق النار، حتى تم إلقاء القبض عليه حيًّا، مع ثلاثة من مرافقيه، في عملية وصفت بأنها من أدق العمليات التي تم تنفيذها في المنطقة منذ شهور.
وخالد المسعود اسم ليس جديدًا لدى وكالات الاستخبارات الغربية، فقد ورد اسمه في قوائم المطلوبين ضمن تقارير استخباراتية تحدثت عن قيامه بقيادة شبكات التهريب ما بين سوريا والعراق، وتسهيل انتقال عناصر تنظيم داعش إلى شمال أفريقيا.
ورغم الضربات المتكررة، إلا أن التقارير أشارت إلى أنه حافظ على النشاط المالي واللوجستي لتنظيم داعش، خاصة وأنه حلقة الوصل بين القيادات الميدانية والخلايا النائمة، وربما يمتلك معلومات حساسة تتعلق بتمويل التنظيم وهيكلية عملياته الجديدة، ما قد يشكل ضربة كبيرة للتنظيم.
ومع اعتقال خالد المسعود، تعمل قوات التحالف ليس فقط على تنفيذ غارات تستهدف خلايا التنظيم في سوريا فحسب؛ بل إن الخطة تقضي بتفكيك التنظيم عبر القضاء على قياداته وتجفيف منابع الدعم له.