ألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي كلمة خلال الملتقى العربي الأوروبي المقاوم في بيروت تحت عنوان "تحرير الأسرى في إطار سيرورة مواجهة حرب الإبادة ودعم المقاومة".
استهلّ كلمته بالترحيب بالضيوف، قائلاً: إنّ أرض فلسطين كانت نقطة الانطلاق في مشروع قيام الدولة الصهيونية، التي قامت على دعاية خاطئة وظالمة عنوانها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، مشيراً إلى أنّ تاريخ إسرائيل ارتبط بالمجازر وتهجير أبناء فلسطين من بيوتهم.
وأضاف أنّ لإسرائيل أطماعاً قديمة في لبنان منذ مشروع الدولة الصهيونية الكبرى من النيل إلى الفرات، موضحاً أنّها ركزت على مياه الليطاني وقدّمت في عام 1965 مشروعاً إلى الأمم المتحدة يُعرف بمشروع شاريت لضم الأراضي اللبنانية من الحدود حتى نهر الليطاني.
وأكد أنّ إسرائيل لم تحترم استقلال لبنان، قائلاً إنّ رئيسة الوزراء الصهيونية غولدا مائير اعتبرت لبنان خطأً تاريخياً، مشيراً إلى أنّ الدولة اللبنانية لم تقم بواجباتها في حماية الوطن من التهديدات الإسرائيلية.
وتابع قماطي أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان استمرت حتى قبل وجود المقاومة الفلسطينية المسلحة في الجنوب عام 1969، مذكّراً بقصف الطائرات المدنية في مطار بيروت عام 1968، واجتياحي 1978 و1982 وما تبعهما من مجازر صبرا وشاتيلا ودمار هائل وتهجير، حتى انسحبت إسرائيل عام 2000 مذلولة تحت ضربات المقاومة التي حررت الأرض والإنسان.
وأضاف أنّ العدوان الإسرائيلي عام 2006 أفشلته المقاومة وأعادت إسرائيل بالقوة إلى داخل حدودها، مشيراً إلى أنّ إسرائيل استغلت عملية طوفان الأقصى التي هدفت لتحرير الأسرى الفلسطينيين وشنّت عدواناً شاملاً على غزة لتهجير الفلسطينيين وبناء المستوطنات.
وأوضح أنّ المقاومة في لبنان ساندت أهل غزة في معركة الإسناد، وحافظت على ضبط النفس لمنع توسع الحرب، إلا أنّ العدو شن حرباً واسعة على لبنان، “وتصدّت لها كل القوى الإسلامية والوطنية الشريفة، من حزب الله إلى حركة أمل وقوات الفجر والحزب السوري القومي الاجتماعي، مشيراً إلى أنّ صمود المقاومة أفشل العدوان الصهيوني – الأميركي وأجبر إسرائيل على العودة إلى القرار 1701 برعاية أميركية فرنسية.
وأكد قماطي أنّ لبنان دولةً ومقاومةً التزما بالقرار 1701، في حين أنّ إسرائيل لم تلتزم مطلقاً به، بل واصلت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الضغط على لبنان لتسليم سلاح المقاومة. وأشار إلى أنّ الاحتلال لا يزال يحتجز الأسرى اللبنانيين، قائلاً إنّ أسرانا في سجون العدو ينتظرون كما انتظر جورج عبدالله ليتحرروا بقوة المقاومة والتفاف الناس حولها.
وشدّد على أنّ المقاومة رفضت مطلب تسليم السلاح لأنّ لبنان ما زال مهدداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن مشروع إسرائيل الكبرى على شاشات العالم، مؤكداً أنّ سلاح المقاومة يستمد شرعيته من القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان.
وأضاف أنّ المقاومة تؤكد اليوم صمودها في وجه المشروع الأميركي – الصهيوني، وتعتمد سياسة الانفتاح على الدولة والعالم العربي وكل القوى الشريفة في العالم، مشيراً إلى أنّ سياسة المقاومة أسقطت مشروع التطبيع والتفاوض مع العدو، وستواصل مواجهة مشروع الهيمنة الأميركية وحلفائها في المنطقة.
وأوضح قماطي أنّ القوى المعادية أرادت تفتيت المنطقة وقتل عناصر قوتها، وخصوصاً في لبنان وسوريا وفلسطين، تمهيداً لابتلاعها من قبل العدو عبر القوة والإرهاب، لافتاً إلى أنّ فرنسا، رغم كونها شريكاً راعياً لتنفيذ القرار 1701، عاجزة عن الفعل الحقيقي.


