لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

عون للاعلام: مسؤولياتكم كبيرة (فيديو)

عون للاعلام: مسؤولياتكم كبيرة (فيديو)

تصوير: عباس سلمان

أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في ملتقى الإعلام العربي، أنّ “الحقيقة مملّة وباهتة أحيانًا، فيما الإشاعة جذّابة ومثيرة”، مستشهدًا بمقولة لأحد خبراء التواصل قال إنها تختصر الإشكالية الكبرى التي تواجه العالم والإعلام اليوم، مضيفًا: “هذه المقولة تجسّد معضلة عصرنا، وتعبّر عن معاناتنا كمسؤولين، وتشكل مسؤوليتكم أنتم كأهل إعلام وصحافة”.


وأوضح الرئيس عون أنّ “العالم يعيش اليوم في زمن انقلابي في معاييره وقيمه، لم تعد فيه الحقيقة قيمة مطلقة”، وقال: “انتقلنا من قيمة الإنتاج إلى الاستهلاك، ومن قيمة العمل إلى الثمن، ومن قيمة العقل إلى الجيب، وبالتالي من قيمة الحقيقة إلى قيمة الغريزة... وهذه معضلة عالمية يجب ألا نخضع لها بل أن نسعى لتغييرها”.

تصوير: عباس سلمان

وأضاف، “لا يمكن لأي مجتمع بشري أن يتقدّم أو يتطوّر على أساس الكذب. فالحكم الصالح يحتاج إلى من يقول له الحقيقة، بينما تقوم الشعبويات الكارثية على التطبيل والتضليل. هنا تكمن معاناة الحاكم المسؤول، بين واجبه في مصارحة شعبه وقيادته نحو الخلاص، وبين من يسوق الناس بالدجل نحو الجحيم المعبّد بأعذب الكلام”.

وتوجّه الرئيس عون إلى الإعلاميين قائلاً: “أنتم رُسل هذا العصر، ومسؤولياتكم كبيرة في عالم يتطور تقنيًا بسرعة مذهلة. فمهنتكم انتقلت من الكلمة المكتوبة إلى المسموعة ثم المرئية، واليوم إلى الكلمة المرقمنة وعوالم الثورة التكنولوجية”.

وأشار إلى أن التحدي الأكبر أمام الإعلاميين اليوم يتمثّل في البقاء رسلاً للحقيقة وسط الانقلابات التقنية، والحفاظ على الاستقلال المالي في وجه هيمنة شركات التكنولوجيا، والدفاع عن القيم الأساسية التي تجعل من الحقيقة سقف الخبر وغايته الخير العام.


تصوير: عباس سلمان

وقال الرئيس عون إنّ هذه المسلّمة ليست من وضع أحد، بل هي مستمدّة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، موضحًا أنّ المادة 19 أعطت حرية التعبير، فيما حدّدت المادة 29 القيود القانونية التي تضمن احترام حقوق الآخرين ومقتضيات النظام العام والفضيلة ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي.

وختم الرئيس جوزاف عون بالقول: “أعرف أن مسؤوليتكم صعبة لأننا في زمن قاسٍ بقدر ما هو واعد. في مناهج الإعلام القديمة، كان يُقال إنّ الخبر هو أن يعضّ شخصٌ كلبًا، لا أن يعضّ كلبٌ شخصًا. لكن الحقيقة اليوم أن العضّ الوحيد هو عضّ المظلوم على جرح الظلم والقهر والجوع، فيما إعلام التواصل الاجتماعي غارق في الشتائم”.

ودعا الإعلاميين إلى “أن يجعلوا من الحقيقة مجددًا كل الخبر”، مؤكدًا أن “تاريخ جدلية الحقيقة والكذب يثبت أنه يمكن تضليل بعض الناس كل الوقت، أو كل الناس بعض الوقت، لكن لا يمكن تضليل كل الناس كل الوقت”.

وختم قائلاً: “لأنكم أنتم من أنتم، ولأنكم تجتمعون في لبنان، في الأرض التي وُلدت مع الكلمة، وعاشت من أجل الحرية وناضلت لأجل الحقيقة... أحييكم وأؤكد أن عاش الإعلام الحرّ المسؤول الخيّر، لتحيا شعوبنا بخير ومسؤولية وحرية”.

يقرأون الآن