وسط التوترات المتصاعدة في البحر الكاريبي، كشفت صور ميدانية وأقمار اصطناعية أن الجيش الأميركي يُعيد تأهيل بنى تحتية عسكرية ومدنية في الكاريبي، وجزء من القاعدة البحرية-الجوية السابقة "روزفلت رودز" في بورتوريكو، التي أُغلقت قبل أكثر من 20 عامًا.
وأشارت تلك الأعمال -وفق صور ميدانية وأقمار اصطناعية- إلى تحضيرٍ لعمليات مستدامة قد تدعم إجراءات أميركية محتملة داخل فنزويلا.
كما بينت المعلومات أنه في 17 سبتمبر الماضي، بدأت أطقم العمل إزالة وإعادة سفلتة المسارات الرابطة بالمدرج في "روزفلت رودز".
وبحلول 29 أكتوبر، أظهرت صور الأقمار الصناعية نصب نحو 20 خيمة قرب المدرج، إلى جانب برج تحكّم جوي متنقّل وتجهيزات أمنية متحركة. ويقدّر خبراء عسكريون أن طبيعة الأشغال تتسق مع رفع وتيرة الإقلاع والهبوط لطائرات النقل الثقيلة والمقاتلات، وتحويل القاعدة إلى منصّة أمامية مرنة قابلة للتوسيع سريعًا.
كما لم تقتصر التحضيرات على "روزفلت رودز"، بل امتدت إلى مطارات مدنية مثل مطار رافائيل هيرنانديز في أغواديا ببورتوريكو، حيث رُصدت منظومات اتصالات وبرج تحكّم متنقّل يُستخدم عادة في المناطق ذات الاندفاع الجوي المرتفع، إضافة إلى منشأة تخزين ذخيرة قيد الإنشاء. كما وثّقت صور في شهري سبتمبر وأكتوبر أعمالًا إنشائية قرب الساحات في مطار هنري إي. رولسن في سانت كروا بجزر العذراء الأميركية، إلى جانب رادار جديد يعزّز المراقبة الجوية.
فيما رأى مسؤولون مطلعون أن هذه الترقيات تُضاعف القدرة على استيعاب طائراتٍ للتزوّد والتموين، وتُسهم في سدّ فجوات رادارية طالما استغلّها مهرّبو المخدرات جوًا، لاسيما فوق هايتي، حسب رويترز.
وتقع بورتوريكو وجزر العذراء الأميركية على مسافة تقارب 500 ميل فقط من فنزويلا، ما يمنح واشنطن موقعًا متقدّمًا لإسناد عملياتٍ بحرية وجوية في غرب الأطلسي. ويقول باحثون إن هذا التموضع يرسل إشارة ردعية قاسية إلى كاراكاس، ويضغط على الدائرة العسكرية المحيطة بالرئيس نيكولاس مادورو.
أكبر حشد "غير إغاثي" منذ 1994
في حين وصف ما يجري بأنه أكبر تعزيز عسكري أميركي غير مرتبط بإغاثة كوارث منذ عملية «دعم الديمقراطية» في هايتي عام 1994.
فمنذ أغسطس، جرى نشر ما لا يقل عن 13 قطعة بحرية وخمس سفن دعم وغواصة نووية؛ أبرزها وصول مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" بنحو 10 آلاف جندي، إلى جانب مدمّرات مرافقة وسفن تموين مثل USNS Kanawha وUSNS Joshua Humphreys، وسفينة المستشفى USNS Comfort.
وفي البحر، لفتت الأنظار السفينة MV Ocean Trader، المرتبطة على نطاق واسع بعمليات القوات الخاصة، إذ تنقّلت بين مرافئ بورتوريكو وسانت كروا، وظهرت أحيانًا على مسافة تقل عن 100 ميل من السواحل الفنزويلية. ويقدّر خبراء قدرتها على تشغيل مروحيات للوحدات الخاصة ودعم إنزالٍ محدود إذا لزم الأمر.
طيران قتالي واستطلاع كثيف
أما على مستوى الجو، فسجّلت بيانات التتبّع طلعات لقاذفات "B-1B لانسر" من تكساس وداكوتا الشمالية، وثلاث طلعات B-52 من لويزيانا حلّقت قبالة فنزويلا في منتصف وأواخر أكتوبر، إلى جانب نشر مقاتلات F-35 وطائرات استطلاع. كما رُصدت عشرات رحلات C-17 للنقل الاستراتيجي إلى مطارات الإقليم، ومن المرجّح أنها تدعم السفن أو تنقل منظومات وأجهزة مسيّرة إلى "روزفلت رودز"، إضافة إلى طلعات مكثفة لطائرات الدورية البحرية P-8A بوسيدون فوق الباهاما وجنوبًا، في مؤشر إلى جهد استخباري واسع على المسرح.


