نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" Financial Times، اليوم الأربعاء، عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قوله، إن على إيران أن "تحسن بشكل جدي" تعاونها مع مفتشي الأمم المتحدة لتجنب زيادة التوتر مع الغرب، مؤكداً أن إيران لا تزال تحتفظ بكل اليورانيوم المخصب تقريباً بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية.
وقال غروسي للصحيفة: "لقد كان الضرر كبيراً، ولكن وفقاً لتقديراتنا، لا يزال معظم اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إن لم يكن كله، وكذلك بنسبة 20% و5% و2%، موجودا (لدى إيران)، ولا تزال المواد موجودة، وعلى الرغم من أننا لا نربطها بأي هدف نهائي، فمن الواضح أن مجرد وجود مثل هذا المستوى العالي من التخصيب، القريب من درجة صنع الأسلحة (النووية)، أمر مثير للقلق".
وبحسب ما نقلت الصحيفة، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أجرت أكثر من 10 عمليات تفتيش في إيران منذ حربها مع إسرائيل في يونيو (حزيران)، إلا أنه لم يسمح لها بالوصول إلى منشآت نووية مثل فوردو ونطنز وأصفهان التي قصفتها الولايات المتحدة. وشدد غروسي: "سأضطر إلى الإبلاغ بأنني فقدت تماماً الوصول إلى المواد النووية". وأشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم وجود حاجة للتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن فشل عمليات التفتيش، منوهاً في الوقت نفسه بضرورة تعزيز التعاون بشكل كبير.
وصرح غروسي لصحيفة "فاينانشال تايمز" بأنه في حين تحاول الوكالة التعامل مع العلاقات "المتوترة" مع إيران بتفهُّم، فإن طهران لا تزال بحاجة إلى الامتثال.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن طهران تعتزم مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، مستبعداً إمكانية مناقشة مستقبل برنامجها الصاروخي.
وقال غروسي في أكتوبر (تشرين الأول) إنه تم رصد حركة بالقرب من مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني، لكن ذلك "لا يعني وجود نشاط تخصيب".
وبعد هذه التصريحات، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن غروسي "يدرك تماما الطبيعة السلمية" للبرنامج النووي الإيراني ويجب ألا يعبر عن "آراء لا أساس لها" بشأنه.
واتهم المسؤولون الإيرانيون الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتبرير القصف الإسرائيلي، الذي بدأ في اليوم التالي لتصويت مجلس محافظي الوكالة على إعلان إيران منتهكة لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
يذكر أن إسرائيل شنت ليلة 13 يونيو (حزيران) عملية عسكرية ضد إيران، وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية مقتل عدد من العلماء النوويين جراء الضربات الإسرائيلية، بدورها نفذت طهران هجمات مضادة، وفي 22 يونيو (حزيران)، هاجم سلاح الجو الأميركي 3 منشآت نووية إيرانية، ومساء 23 يونيو (حزيران) شنت طهران هجوماً صاروخياً على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، في وقت لاحق قال الرئيس الأميركي ترامب إن إسرائيل وإيران اتفقتا على وقف إطلاق النار، ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 يونيو (حزيران).


