قالت مصادر دبلوماسية لبنانية، إن حزب الله عملت على توسيع دائرة نشاطها القائم على "معاملات سوداء" في فنزويلا، تتنوع بين غسل الأموال وتصنيع وتهريب المخدرات "الكوكايين" و"الكبتاغون"، من خلال تكثيف حضورها بجلب شباب منتمين لحاضنتها الشعبية من بيروت إلى كراكاس، رغم التوتر الذي يحيط بـ "فنزويلا" وارتفاع احتمالات تعرض البلاد لضربة أميركية.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك 4 عائلات لبنانية من حاضنة "حزب الله" أثبتت وجودها وحضورها خلال العقود الأخيرة ولها صلات تعاون مباشرة على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وترى أن التوتر الجاري في كراكاس من المهم استغلاله لتكوين قاعدة أكبر للحزب في دولة سيكون لها تأثير كبير في صراعات المحاور، بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى.
وبينت المصادر، أن العائلات الأربع القادمة من حاضنة "حزب الله" يبدأ اسم إحداها بحرف الـ"غ" وتتواجد في فنزويلا عبر 5 إخوة نشطين في عمليات تهريب الممنوعات "المخدرات"، وعائلة "ح" ولها حضور قوي في أعمال تصنيع وتهريب الكوكايين والكبتاغون، بين كولومبيا وفنزويلا إلى الولايات المتحدة ودول في الشرق الأوسط، وأيضا عائلة "ص" من فرعها بالبقاع، وعائلة "ق" التي تعود أصولها إلى ضيعة يارون القريبة من الخط الحدودي في الجنوب.
وأشارت المصادر، إلى أن الوقت الحالي فرصة مهمة لتوسيع قاعدة نفوذ الميليشيا بالاستحواذ على شركات تعمل في مجال الطاقة والشحن والتفريغ وصادرات زراعية لها تعاملات مع مؤسسات تجارية في بلدان متعددة، لتكون واجهة دولية تجري من خلالها عمليات غسيل أموال في دول آسيوية وأفريقية، وأيضًا العمل من جهة أخرى، على تثبيت حضورها في اقتناص فرصة الاستحواذ على تنظيمات تعمل في العملية التبادلية الخاصة بمجال المخدرات والبضائع المقلدة على المستوى الدولي، بعد أن اضطرت عصابات برازيلية وكولومبية وفنزويلية إلى تهريب أموالهم من كراكاس وتصفية أعمالهم مع احتمالية العملية العسكرية الأميركية؛ ما فتح الباب لعائلات حزب الله في فنزويلا بتوسيع وإحكام سيطرتها في مجال العمل "المشبوه".
وذكرت المصادر، أن حزب الله، من خلال هذه العائلات يمتلك قاعدة واسعة في مجال المخدرات وتبييض وتهريب الأموال، وله نصيب كبير من عصابات فنزويلية وكولومبية وبوليفية، كما أن نشاط هذه العائلات غير قائم على المركزية، حتى لا يكون هناك إمكانية في إسقاط وتفكيك تلك الشبكات حال استهدافها.
وأشارت إلى أن هذه العائلات بات لها دور مهم في الجهاز المالي للحزب عندما حلت مكان قيادات وعناصر ورجال أعمال وشخصيات تابعة له أو متعاونة معه في الولايات المتحدة ودول أوروبية أو عربية، تم تجميدهم على إثر فرض عقوبات دولية عليهم، ليكون الرهان الحالي على هذه العائلات وتوسع مجالاتها خاصة في دول إفريقية لتوجيه أموال إلى الميليشيا في لبنان عن طريق التحويل غير المباشر أو عمليات تجارية تقوم بها شركات وساطة وأخرى متعددة الجنسيات لها حضور قوي في لبنان وتعمل لصالح الميليشيا اللبنانية.
وبحسب المصادر، كان هناك رهان على فنزويلا من خلال عائلات وشركات تابعة للحزب، لها مظهر طبيعي وغير ملاحقة ولديها أوراق شركات رسمية تمتلك فروعًا متعددة بين كراكاس وعواصم في غرب إفريقيا ولبنان، حتى يتم ضخ موارد مالية في احتياجات الحزب بعد أن تم تضييق الخناق في الأشهر الأخيرة، سواء على التحويلات البنكية للشركات وتحويل الأفراد عبر مكاتب الصرافة والتي كان يتم الاعتماد عليها بشكل كبير.
واستكملت المصادر: في هذا الصدد، تم قطع الطريق على تهريب أموال "الحزب" إلى الداخل عبر مطار رفيق الحريري وأيضًا عبر ميناء بيروت ولكن كانت تعمل الميليشيا عبر منظومتها في كراكاس بعمليات بيع صفقات مخدرات في دول بأمريكا الجنوبية وعبر التهريب إلى الولايات المتحدة، ليكون المقابل لأشخاص على صلة بـ"حزب الله"، بعقارات في الولايات المتحدة وعواصم إفريقية، ليتم تحويل هذه الأموال بطرق قانونية إلى الداخل اللبناني لعناصر الميليشيا عبر استلام عائلاتهم الأموال، على أنها تحويلات من ذويهم بالخارج.
وأفادت بأن هناك تتبعًا غربيًّا لقنوات مالية لحزب الله في دول عربية وإفريقية وأوروبية، أدى إلى تقليل الاعتماد عليها من جانب القائمين على العمليات المصرفية بالميليشيا حتى لا يتم كشف خيوط في هذا الإطار وفرض عقوبات ومن ثم الحجز على أموال في بنوك إثر تقديم ما يثبت لحكومات تلك الدول وقائع وأدلة حول أنشطة الميليشيا، ليكون الرهان على تحريك وجهات جديدة لن يكون لها تتبع في البلد المرسل وستكون دورة تمريرها عبر شركات في إفريقيا غير معقدة.
وأردفت المصادر أن هناك عائلات محسوبة على "الحزب"في كراكاس، قامت بتحويل أموال ضخمة بشكل فردي بشكل متكرر إلى جمعيات في لبنان تابعة للميليشيا، لكن كثافة التحويلات وضخامة المبالغ جاءت بكشف شبكات مالية واتخاذ إجراء الحظر لها؛ ما جعل أرباح غسيل الأموال والمخدرات التي قامت بها شبكات الميليشيا هناك، حبيسة لا تستطيع أن تصل الى محطة الدعم المالي في بيروت.


