في ردٍّ حاد على التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله، شنّ حزب الكتائب اللبنانية هجومًا لاذعًا على مضمون الخطاب، واصفًا إيّاه بأنه "مُطمئن لإسرائيل" و"مُهدّد للحكومة والداخل اللبناني"، في وقت تتصاعد فيه حدة الجدل حول موضوع السيادة وسلاح المقاومة.
واستهجنت الكتائب في بيانها ما وصفته بـ"محاولة طمأنة الإسرائيليين" عن طريق الإعلان عن استعداد الحزب لإخلاء سلاح جنوب نهر الليطاني، مع التأكيد على الاحتفاظ بالسلاح شماله. وطرحت سؤالاً جوهريًا: "ما وظيفة هذا السلاح بعد كل ذلك؟ وأين فكرة 'مقاومة إسرائيل' إذا كانت الأولوية اليوم هي طمأنتها وليس مواجهتها؟"
وفي المقابل، لفت البيان إلى أن خطاب التهديدات توجّه نحو "الحكومة والداخل اللبناني"، مما يؤكد أن "هذا الخطاب التصعيدي لا يستهدف العدو، بل الداخل اللبناني والدولة ومؤسساتها".
وردًا على تساؤل حزب الله عن عدم وضع الحكومة لخطة زمنية لاستعادة السيادة، أكد بيان الكتائب أن قرار حصر السلاح وخطة الجيش يشكلان "خطة سيادية وطنية متكاملة". كما اعتبر أن اعتراف الحزب بتحمله "المسؤولية" طوال 42 عامًا هو "الإقرار الأوضح بأن هذا النهج هو السبب المباشر لفقدان السيادة، وضعف الجيش، وترهل مؤسسات الدولة".
حمّل البيان هجوم حزب الله على المجتمع الدولي إلى "تحوّل المجتمع الدولي من مرحلة التغطية على الحزب إلى مرحلة دعم قيام الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية"، وهو ما يعني – بحسب الكتائب – خسارة الحزب لـ"ورقة تفاوضية كان يستثمرها في الداخل والخارج".
كما استنكر البيان استمرار "دعوة شباب لبنان إلى الموت والاستشهاد"، معتبرًا أن ذلك يشي بـ"استسلام سلفاً لنتيجة تفوق إسرائيل ميدانيًا".


