دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

السعودية وأميركا: ملتزمون بشراكتنا الاستراتيجية

السعودية وأميركا: ملتزمون بشراكتنا الاستراتيجية

أكد بيان سعودي - أميركي مشترك على إثر اختتام ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، التزام البلدين العميق بروابط الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية.

وأوضح نص البيان أن الجانبين، "الرئيس الأميركي ترامب وولي العهد السعودي بحثا سبل تعزيز الشراكة الثنائية في جميع المجالات"، وعقدا القمة السعودية الأميركية التي أكدت التزامهما العميق بروابط الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وبحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حول الأحداث والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وجهود تعزيز أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.

في الوقت ذاته، شهدت الزيارة توقيع حزم اتفاقيات تتجسد في اتفاقية الدفاع الاستراتيجي، والشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والإعلان المشترك لاكتمال المفاوضات بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، والإطار الاستراتيجي للتعاون في تأمين سلاسل إمدادات اليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة، وإطار العمل الاستراتيجي بشأن تسهيل الإجراءات لتسريع الاستثمارات السعودية، وترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية، والترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع الأسواق المالية، والاعتراف المتبادل بالمواصفات الفيدرالية الأميركية لسلامة المركبات، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب.

وأقام الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب حفل عشاء دولة على شرف زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي شارك بدوره مع ترامب في منتدى الاستثمار الأميركي - السعودي الذي شهد إعلان توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم من الجانبين بقيمة تقارب 270 مليار دولار.

وأجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لقاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، والتقى بعدد من قيادات مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين.

إلى ذلك، يصف الدكتور علي الخشيبان الباحث السياسي السعودي في حديث خاص لـ"العربية.نت" مخرجات الزيارة بـ"العملية"، إذ فرضت واقعاً مختلفاً جاذباً على المستويين الإقليمي والدولي، حسب حديثه.

الرياض وقضايا المنطقة

يرى الخشيبان أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن مجدداً بعد نحو 8 أعوام على زيارته السابقة تأتي في لحظة حاسمة إذ تموضعت الرياض سياسياً بشكل أكبر بصفتها لاعبا إقليميا ودوليا مهما، هنا يقول الخشيبان: "دول منطقة الشرق الأوسط تنتظر نتائج مخرجات القمة السعودية - الأميركية، حينما تذهب الرياض إلى واشنطن فإنها تحمل معها الالتزام السياسي اللافت تجاه قضايا المنطقة الحيوية على غرار قضية فلسطين، وكل ما يتعلق بالقضايا الخاصة بأمن واستقرار المنطقة.

السعودية - أميركا .. لحظة فارقة

وتجسد زيارة ولي العهد السعودي التاريخية إلى واشنطن لحظة تاريخية فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية، وفقاً لما ذهبت إليه آراء معظم الباحثين الذين تحدثوا لـ"العربية.نت"، لتتجاوز القمة السعودية - الأميركية الملفات التقليدية مؤسّسة لشراكة استراتيجية مستقبلية عبر إبرام البلدين صفقات نوعية في قطاعات التكنولوجيا والدفاع ستُسرع من وتيرة التحول الاقتصادي.

من منظور خليجي، يقرأ الباحث السياسي البحريني، الدكتور أحمد الخزاعي، المقيم في واشنطن، تأثيرات نتائج الزيارة على دول الخليج والإقليم، بكونها تتمثل في إعادة صياغة موقع السعودية كقوة إقليمية مركزية في لحظة مليئة بالتحولات، خاصة على وقع الصراع في غزة، والضغوط المتزايدة على دول الخليج تجاه إعادة ترتيب أولوياتها الأمنية والاقتصادية، كما يعتقد.

الرياض محور النقاش

وأكد الخزاعي أن أهمية الزيارة الكبرى تكمن في توقيتها، إذ تتقاطع ملفات الأمن الإقليمي مع مستقبل أسواق الطاقة العالمية، وتتصاعد الحاجة إلى حلول سياسية تعيد الاستقرار، وبالتالي بات العنوان الأبرز للزيارة ليس مؤطراً بالتعاون الاقتصادي أو الأمني، بل تثبيت السعودية كلاعب رئيسي في معادلة إعادة تشكيل المنطقة بما يضعها في قلب النقاش حول مستقبل المنطقة ويمنحها دوراً يتجاوز حدودها الوطنية نحو صياغة التوازنات الدولية المقبلة.

السعودية شريك لا غنى عنه

في السياق ذاته، أشار الباحث السياسي الخزاعي إلى أن الزيارة تؤسس لواقع مختلف بشأن مستقبل العلاقات إذ باتت الرياض شريكاً لا غنى عنه لواشنطن في ملفات أمن الخليج واستقرار أسواق الطاقة، وفي الوقت نفسه طرفاً فاعلاً في صياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي العالمي، ما منح الزيارة خصوصية واضحة.

"‎النتائج السياسية للزيارة تجاوزت حدود الاتفاقيات الثنائية، لتشكل رسالة بأن السعودية شريك يفاوض من موقع قوة ويطرح شروطه الخاصة"، هكذا ذهب برؤيته الدكتور أحمد الخزاعي الباحث في العلاقات الدولية، مشيراً إلى أن أي حلول للأزمات الراهنة في المنطقة أو في أسواق الطاقة، لا تتم دون مشاركة سعودية فاعلة.

يقرأون الآن