أجرَت قناةُ “القاهرة الإخبارية” حواراً مطوّلاً مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حيث حذّر جعجع من خطورة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، واصفاً إياها بـ"الدقيقة والمؤلمة والدموية"، مشيراً إلى أنّ ما يجري كان بالإمكان تفاديه لو تم التعامل معه بالمسؤولية المطلوبة، محذّراً من أن الأوضاع قد تنزلق إلى ما هو أسوأ في حال لم يتم تداركها بقرار سياسي واضح وحازم.
واعتبر جعجع أن الاستمرار في الاكتفاء بالتوصيفات والشعارات لم يعد كافياً، مؤكداً أن المطلوب هو اتخاذ خطوات عملية تبدأ بإشعال "شمعة الدولة" بدلاً من الاكتفاء بلعن الظلام، مشدداً على أن المشكلة الأساسية تكمن في وجود تنظيمات عسكرية خارج إطار الشرعية.
وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار ينص بوضوح على حل جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية ومصادرة سلاحها ووضعه بتصرف الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن هذا البند لم يُنفّذ لا من قبل "الحزب" ولا من الجانب الإسرائيلي، ما جعل لبنان عرضة لمزيد من التصعيد والاعتداءات.
ورأى جعجع أن ما يجري يشكّل انقلاباً فعلياً على الدولة، مؤكداً أن أي جهة ترفض تنفيذ قرارات مجلس الوزراء تصبح خارج القانون ويجب أن تُعامل على هذا الأساس، مشدداً على أن القرار السياسي من أعلى هو المدخل الحقيقي للحل، لا المعالجات الجزئية أو الشكلية.
وأوضح أن الحكومة الحالية هي سلطة شرعية نالت ثقة المجلس النيابي بأكثر من الثلثين، وبالتالي لا يجوز لأي طرف أن ينتقي ما يريد تنفيذه وما يرفضه، داعياً إلى حزم سياسي ووضوح في الموقف تجاه أي جهة تخرج عن الشرعية.
وفي الشأن الانتخابي، شدّد جعجع على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها احتراماً للاستحقاقات الدستورية، رافضاً أي محاولة للمساس بها، كما انتقد رئيس مجلس النواب نبيه برّي لرفضه إدراج اقتراح قانون معجّل مكرّر وقّع عليه 67 نائباً، والمتعلق بحق المغتربين في الاقتراع، معتبراً أن حرمانهم من التصويت في أماكن إقامتهم يشكّل انتقاصاً من حقوقهم الدستورية.
وأشار إلى أن دعم المجتمع الدولي والعربي للبنان مشروط بوجود دولة فعلية تحصر السلاح بيدها، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج لن تكون مستعدة لمساعدة لبنان طالما استمر وجود السلاح خارج المؤسسات الشرعية.
وختم جعجع بالتأكيد على أن ما ينقص لبنان اليوم هو الجدية السياسية والحزم في تطبيق القرارات، معتبراً أن الطريق إلى الإنقاذ يبدأ من بناء دولة حقيقية قادرة على فرض سيادتها وحماية مواطنيها وصون استقرارها.


