لبنان

رسائل ألم ورجاء من شباب لبنان خلال لقاء البابا في بكركي

رسائل ألم ورجاء من شباب لبنان خلال لقاء البابا في بكركي

قدّمت اللجنة المنظّمة باسم الشبيبة للبابا لاوون الرابع عشر، خلال اللقاء الذي عُقد في بكركي، مجموعة من الهدايا الرمزية حملت في مضمونها وجع اللبنانيين وصمودهم عبر السنوات الأخيرة. وقد شملت الهدايا مجسّمًا ليدين وثياب ممرّضة استذكارًا للممرّضة التي أنقذت طفلة خلال انفجار مرفأ بيروت، إلى جانب بذور وسنابل قمح ترمز إلى ما خلّفه الانفجار من دمار عميق. كما قدّم الشبان حجرًا من كنيسة القديس جاورجيوس في يارون، التي يعود بناؤها إلى 150 عامًا ودمّرتها الحرب الأخيرة، بالإضافة إلى ثياب من الدفاع المدني والجيش مع قنديل تكريمًا لشهداء التفجيرات، وقطعًا من الخشب والحديد تعبيرًا عن البيوت التي تهدّمت بفعل الحروب والتفجيرات.


أما جواز السفر وكمشة التراب فحكيا قصة هجرة شباب لبنان وما خلّفته الأزمة الاقتصادية من أثمان نفسية واجتماعية دفعت البعض إلى اليأس. وضمّت الهدية أيضًا أرزة صغيرة مع العلم اللبناني، والطفل يسوع الذي قُدّم من قبل مجموعة من شباب ذوي الاحتياجات الخاصة، في إشارة إلى نور الرجاء الذي يحمله هؤلاء في قلب المجتمع.


وتلا منسّق الشبيبة في الدائرة البطريركية في بكركي، الخوري جورج يرق، نصًا إنجيليًا بعنوان: "سلامي لكم، سلامي أعطيكم"، في لحظة روحية طبعها الرجاء والدعوة إلى السلام الداخلي.


بعدها، قدّمت مجموعة من الشبان والشابات لوحة تعبيرية جسّدت معاناتهم اليومية في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعيشها لبنان. وشدّدوا خلالها على أن انفجار الرابع من آب لم يدمّر الحجر فحسب، بل أصاب القلوب أيضًا، مؤكدين أن هذه الكارثة لم تُثنهم عن الوقوف إلى جانب المتضرّرين، بل زادتهم إصرارًا بفضل إيمانهم بالرب يسوع وحبّهم للبنان، معتبرين أن "بذرة السلام ستنمو في وطن متمسك بالحياة".


كما ألقى أحد الشبان شهادة حيّة أكد فيها أن "لا وطن يمكن أن يحيا من دون شبيبة تؤمن به"، معتبرًا أن لبنان يستحق أن يبقى شبابه فيه رغم كل المصاعب. وقدّمت شابتان، الأولى مسيحية والثانية مسلمة، شهادة مشتركة عن تجربتهما في العيش المشترك خلال سنوات الحرب، وأكدتا أن اختلاف الدين لا يفرّق القلوب بل يجمعها، وأن المحبة تُظهر حضور الله حين تلتقي القلوب المختلفة لتجسّد معنى التعايش الحقيقي.

يقرأون الآن