أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تسعى إلى إشعال حرب مع الدول الأوروبية، لكنه شدّد على أن روسيا "جاهزة تمامًا" لأي مواجهة في حال قررت أوروبا بدء صراع أوسع. وجاء تصريح بوتين ردًا على سؤال صحفي حول استعدادات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمكانية انزلاق الوضع نحو حرب شاملة في القارة.
وقال بوتين: "لن نخوض حربًا مع أوروبا — لقد قلت هذا مئة مرة — ولكن إذا أرادت أوروبا فجأة محاربتنا وبدأت الحرب، فنحن مستعدون الآن. لا شك في ذلك". وأضاف قبل اجتماعه المرتقب مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر: "إذا بدأت أوروبا حربًا معنا، فقد نجد أنفسنا سريعًا أمام وضع لا يوجد فيه شركاء للتفاوض".
واتهم بوتين عدة دول أوروبية بـ"عرقلة" جهود السلام التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلاً: "إنهم يقفون إلى جانب الحرب"، مضيفًا أن هذه الدول "حرمت نفسها من المشاركة في المفاوضات بقطع الاتصال مع الكرملين"، معتبرًا أنها "تتدخل في شؤون الرئيس ترامب" دون أن يقدّم توضيحات إضافية.
وأشار الرئيس الروسي، على ما يبدو، إلى التعديلات التي أُدخلت—بحسب التقارير—على خطة السلام من 28 نقطة التي قدمتها واشنطن الشهر الماضي. وكانت الخطة في نسختها الأولى قد رُفضت من قبل أوكرانيا وعدد من حلفائها الأوروبيين، قبل أن تطرأ عليها تغييرات خلال اجتماع ثنائي بين وفدين أميركي وأوكراني، ما جعلها "أكثر قبولًا" لدى كييف.
وفي سياق آخر، علق بوتين على سلسلة الهجمات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت ناقلات النفط الروسية، محذرًا من أن موسكو قد توسع ضرباتها لتشمل "منشآت الموانئ والسفن التي تدخل الموانئ الأوكرانية". وذهب أبعد من ذلك بالقول إن روسيا قد تسعى إلى "عزل أوكرانيا عن البحر" إذا استمرت كييف في تصعيد عملياتها البحرية.
وتأتي تصريحات بوتين في وقت تشهد فيه الأزمة الأوكرانية مزيدًا من التعقيد، وسط محاولات أميركية لإعادة إحياء المسار السياسي، وتباين واضح في المواقف بين واشنطن والدول الأوروبية بشأن سبل إنهاء الحرب.


