علّق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف على قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلغاء مجلس "روسيا–الناتو"، مؤكداً أن الحلف بات يُصنَّف بوضوح كـ "عدو لروسيا"، ولا يمكن الحديث بعد اليوم عن أي إطار مشترك للتشاور أو التعاون.
وقال مدفيديف في تصريحاته: "الناتو هو العدو، وعن أي نوع من المجالس نتحدث؟" مشيراً إلى أنه يتفق مع مواقف الحلف التي أعلنت انتهاء صيغة المجلس. وأضاف مؤكداً: "هناك طريق واحد فقط للتعامل مع الأعداء. إذا لم يستسلم العدو، فسوف يُدمَّر"، مستشهداً بكلمات الكاتب الروسي مكسيم غوركي.
خلفية مجلس "روسيا–الناتو"
تأسس المجلس في 28 أيار/ مايو 2002 في العاصمة الإيطالية روما، واعتمد صيغة "29+1" التي تتيح مشاركة متساوية بين روسيا ودول الحلف في مناقشة ملفات الأمن الدولي، الحد من التسلح، مكافحة الإرهاب، ومنع الحوادث العسكرية.
لكن التعاون العملي بين الطرفين توقف عام 2014 عقب الأزمة الأوكرانية، واقتصر لاحقاً على حوارات سياسية متقطعة، قبل أن يتوقف عمل المجلس فعلياً خلال السنوات الأخيرة إلى أن أُعلن الآن إلغاؤه بالكامل.
تصعيد جديد في العلاقات الروسية–الأطلسية
يأتي موقف مدفيديف ليعكس حالة القطيعة الكاملة بين موسكو والحلف، في ظل تصاعد التوترات العسكرية والاستراتيجية، واستمرار المواجهة غير المباشرة في عدة ملفات، أبرزها أوكرانيا، وتوسع الناتو شرقاً، والاتهامات المتبادلة حول تهديد الأمن الأوروبي.
ويُنظر إلى إلغاء المجلس على أنه آخر خيط رسمي كان يربط الطرفين بقنوات مؤسساتية للحوار، ما يعزز مخاوف دولية من تراجع الأدوات الدبلوماسية في إدارة الصراع بين الجانبين.


