شهد الجنوب السوري اليوم الأربعاء توترات متصاعدة بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي توغلين منفصلين داخل محافظتي القنيطرة ودرعا، أسفرا عن اعتقال شابين سوريين، في خطوة وصفتها وسائل إعلام رسمية بأنها "انتهاك جديد لسيادة سوريا".
وذكرت قناة الإخبارية السورية أنّ دورية إسرائيلية توغلت في قرية المشيدة بريف القنيطرة الجنوبي واعتقلت أحد الشبان، دون أن تتوافر تفاصيل إضافية حول هويته أو ظروف اعتقاله. ويأتي ذلك بعد ساعات من حادثة مماثلة في محافظة درعا، حيث دخلت قوة إسرائيلية منتصف ليل الثلاثاء–الأربعاء إلى إحدى المناطق الحدودية وقامت باختطاف شاب آخر.
ولم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومتين السورية أو الإسرائيلية بشأن الحادثتين حتى الآن.
وتزامنت عمليات الاعتقال مع تصاعد التوتر في المنطقة، إذ أصيب ثلاثة سوريين الثلاثاء برصاص القوات الإسرائيلية في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة، بينما ادّعى الجيش الإسرائيلي أن الأشخاص الذين أُطلق عليهم النار "اقتربوا من قواته وشكّلوا تهديداً".
وتتهم دمشق تل أبيب بتكثيف انتهاكاتها داخل الأراضي السورية، خاصة بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. وكانت إسرائيل قد أعلنت إثر ذلك انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، ما فتح الباب أمام تحركات عسكرية متكررة داخل العمق السوري.
وتؤكد الحكومة السورية الحالية أن استمرار هذه العمليات يعرقل جهود تثبيت الأمن والاستقرار، ويحد من قدرتها على جذب الاستثمارات المطلوبة لإنعاش الاقتصاد، مطالبةً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب إلى خطوط ما قبل 2024 ووقف "الاعتداءات المتكررة" على الأراضي السورية.