دولي

واشنطن تلوّح بالقوة وكاراكاس تحذر من حرب إقليمية

واشنطن تلوّح بالقوة وكاراكاس تحذر من حرب إقليمية

رفض مجلس النواب الأميركي، الخميس، مشروع قرار كان يهدف إلى حظر أي عمل عسكري أميركي ضد فنزويلا أو على أراضيها دون موافقة مسبقة من الكونغرس، بعدما صوّت 121 نائبًا لصالحه مقابل 213 نائبًا عارضوه، ما أدى إلى إسقاط المشروع.


ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس، حيث اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض “حكومة دمية” على بلاده، مؤكدًا أن أي حكومة من هذا النوع “لن تصمد أكثر من 48 ساعة”.


ووصف مادورو تصريحات واشنطن بشأن السيطرة على موارد فنزويلا بأنها “ادعاءات حربية واستعمارية”، مشددًا على أن بلاده لن تُستعمر، وستواصل علاقاتها التجارية مع العالم. كما أكد أن الشعب والجيش الفنزويليين متحدان لحماية النفط والمعادن، محذرًا من محاولات تقسيم المنطقة بين فنزويلا وكولومبيا بما يشكل انتهاكًا لسيادة البلدين.


وفي تصريحات لاحقة، اعتبر مادورو أن الإجراءات الأميركية تمثل تهديدًا مباشرًا للسلام الإقليمي، داعيًا شعوب المنطقة إلى الوحدة للدفاع عن القانون الدولي والحفاظ على الاستقلال والسيادة.


التحرك الدولي والدور الأممي


وفي هذا السياق، أجرى الرئيس الفنزويلي اتصالًا هاتفيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذر خلاله من تصاعد التهديدات الأميركية وما قد تفضي إليه من تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي.


وأكد غوتيريش التزامه بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة منع أي تصعيد عسكري، محذرًا من أن اندلاع نزاع مسلح في المنطقة قد يؤدي إلى عواقب جسيمة على استقرار أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.


كما طالبت فنزويلا مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع عاجل لمناقشة ما وصفته بـ”العدوان الأميركي المستمر”، بهدف بحث التداعيات السياسية والاقتصادية للإجراءات الأميركية، والتأكيد على انتهاك سيادة البلاد، على أن يُعقد الاجتماع المرتقب الثلاثاء المقبل.


مواقف دولية ودعم روسي وبيلاروسي


على الصعيد الدولي، حذر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من أن أي تدخل عسكري أميركي محتمل في فنزويلا قد يتحول إلى “فيتنام جديدة” بالنسبة للولايات المتحدة، مؤكدًا أن مثل هذا التصعيد لن يخدم مصالح أي طرف.


من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن فنزويلا حليف وشريك لروسيا، وإن الاتصالات بين الجانبين مستمرة على أعلى المستويات، محذرًا من أن الوضع يتجه نحو تصعيد بالغ الخطورة. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مؤخرًا اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو.


الخطاب الأميركي والتحركات العسكرية


في المقابل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استمرار الحصار المفروض على فنزويلا، متعهدًا بعدم السماح لأي طرف بخرقه، وزاعمًا أن كاراكاس استولت على موارد نفطية “أميركية”. كما أعلن تصنيف النظام الفنزويلي كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، وفرض حصار شامل على ناقلات النفط المتجهة إلى فنزويلا أو المغادرة منها.


وأشار ترامب إلى أن فنزويلا محاطة بما وصفه بأكبر أسطول بحري في تاريخ أميركا الجنوبية، محذرًا من “صدمة غير مسبوقة” قد تواجهها البلاد خلال المرحلة المقبلة.


وفي هذا الإطار، أفادت تقارير بإرسال الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت وطائرات حرب إلكترونية من طراز EA-18G غراولر إلى محيط السواحل الفنزويلية، مع تحليق مستمر فوق البحر الكاريبي قرب جزيرتي كوراساو وأروبا.


وتبرر واشنطن وجودها العسكري في المنطقة بمكافحة تهريب المخدرات، بينما تعتبر كاراكاس هذه التحركات استفزازية وتهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وانتهاك الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك تلك المتعلقة بجعل أميركا اللاتينية منطقة خالية من الأسلحة النووية.


الرد الداخلي في فنزويلا


داخليًا، وصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز تهديدات ترامب بأنها “فظة ومتعجرفة”، مؤكدًا أن فنزويلا لا تخشى هذه التهديدات، وأن الجيش ملتزم بولائه للرئيس مادورو والدفاع عن سيادة البلاد وكرامتها، مشددًا على وحدة الشعب والجيش في حماية الموارد الوطنية.

يقرأون الآن