وصف خبراء ودبلوماسيون البيان المصري الحاد بشأن تطورات الحرب في السودان وفرض “خطوط حمراء” واضحة، بأنه يحمل رسائل حاسمة للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي، في ظل دخول الأزمة السودانية منعطفًا بالغ الخطورة.
وأصدرت الرئاسة المصرية بيانًا تزامن مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، أكدت فيه وجود “خطوط حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها”، باعتبار أن أي مساس بها يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي السوداني.
وشدد البيان على أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات شعبه يأتي في صدارة هذه الخطوط الحمراء، بما في ذلك الرفض القاطع لأي محاولات لانفصال أي جزء من الأراضي السودانية. كما جدّدت مصر رفضها إنشاء أي كيانات موازية أو الاعتراف بها، مؤكدة أن مثل هذه الخطوات تمس وحدة السودان وسيادته.
وأكدت القاهرة أن حماية مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها تمثل خطًا أحمر آخر، مشددة على حق مصر الكامل في اتخاذ جميع التدابير والإجراءات التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، لضمان عدم تجاوز هذه الخطوط أو المساس بها.
وفي ختام البيان، جددت مصر حرصها على مواصلة العمل ضمن إطار الرباعية الدولية، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية تمهّد لوقف إطلاق النار، وتتيح إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة لتوفير الحماية للمدنيين السودانيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل، اليوم، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان في القاهرة، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات موسّعة بمشاركة وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب مستجدات الأوضاع السياسية والميدانية في السودان.
وأكد السيسي خلال اللقاء دعم مصر الكامل للشعب السوداني في مساعيه لتجاوز المرحلة الدقيقة الراهنة، مجددًا ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره، ومؤكدًا استعداد القاهرة لبذل كل جهد ممكن للحفاظ على استقرار السودان ومنع انزلاقه نحو مزيد من الفوضى.


