دعت وزارة الدفاع التركية كلاً من روسيا وأوكرانيا إلى اتخاذ تدابير أكثر حذرًا فيما يتعلق بنشاط الطائرات المسيّرة قرب الأجواء التركية، في ظل تزايد حوادث سقوط مسيّرات مجهولة المصدر داخل الأراضي التركية خلال الأيام الأخيرة.
وتزايدت التساؤلات في تركيا بشأن مصدر هذه المسيّرات التي يُعتقد أنها قادمة من جهة البحر الأسود، بالتزامن مع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما تفرضه من توتر أمني في المنطقة.
وبعد سلسلة من الحوادث المتتابعة، طالبت وزارة الدفاع التركية الطرفين بتشديد الرقابة على حركة المسيّرات القريبة من المجال الجوي التركي، تفاديًا لأي خروقات جديدة قد تمس أمن البلاد وسلامة أجوائها.
وفي أحدث الوقائع، عُثر على مسيّرة مجهولة الهوية وقد تحطّمت بالكامل داخل حقل زراعي شمال غرب تركيا، في حادثة جديدة أثارت مخاوف وتساؤلات حول تكرار سقوط هذه الطائرات خلال فترة زمنية قصيرة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية، السبت.
وذكرت تقارير إعلامية أن المسيّرة لا تحمل أي علامات تعريف، وأن العثور عليها تمّ قرب مدينة باليكسير (بالي قصر)، الواقعة على بعد نحو ثلاث ساعات جنوب غرب إسطنبول، حيث نُشرت صور يُعتقد أنها تُظهر بقايا الطائرة داخل الحقل الزراعي.
ولم تصدر السلطات التركية تعليقًا رسميًا حتى الآن، في حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن المسيّرة نُقلت إلى العاصمة أنقرة لإجراء الفحوصات الفنية وتحليل مكوّناتها، وسط روايات لسكان محليين تفيد بأن الحطام كان موجودًا منذ عدة أيام قبل الإبلاغ عنه.
وتُعد هذه الحادثة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، والثالثة منذ يوم الإثنين، في سلسلة وقائع مرتبطة بسقوط طائرات مسيّرة داخل الأراضي التركية. وكانت السلطات قد أعلنت سابقًا أن إحدى المسيّرات التي عُثر عليها مؤخرًا “روسية الصنع”.
وفي حادثة منفصلة يوم الجمعة، تم العثور على مسيّرة محطّمة في منطقة ريفية قرب إزميت، شرق إسطنبول، وعلى بعد نحو 30 كيلومترًا من البحر الأسود. وأفادت وزارة الداخلية التركية، التي فتحت تحقيقًا في الواقعة، بأن المؤشرات الأولية تدل على أنها طائرة استطلاع ومراقبة من طراز “أورلان-10” روسية الصنع.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتمتع فيه تركيا بموقع جغرافي حساس على ساحل البحر الأسود، مقابل كل من روسيا وأوكرانيا، اللتين تخوضان حربًا مفتوحة منذ أكثر من عامين.
وكانت أنقرة قد أعلنت، يوم الإثنين، أن دفاعاتها الجوية أسقطت مسيّرة “خارجة عن السيطرة” اخترقت المجال الجوي التركي قادمة من جهة البحر الأسود، دون تحديد الجهة التي أطلقتها أو الموقع الدقيق لعملية الاعتراض، فيما أشار مراقبون إلى أن الإسقاط تم فوق اليابسة وليس فوق البحر.


