تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، بـ"تعزيز" التعاون بين تركيا والسودان، وذلك خلال استقباله في أنقرة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي يخوض حربا مدمّرة مع قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين.
وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، "أشار الرئيس أردوغان إلى أنّ التعاون سيتعزّز بين تركيا والسودان في العديد من المجالات، من التجارة والزراعة إلى الصناعات الدفاعية والتعدين"، نقلا عن "فرانس برس".
ولم تنشر تفاصيل أخرى عن هذا الاجتماع باستثناء صورتين للزعيمين على درجات القصر وفي المكتب الرئاسي.
من جهة أخرى، جدد أردوغان، الذي يقدم دعما عسكريا واقتصاديا للجيش السوداني، إدانته "لإحدى أخطر الأزمات الإنسانية في العالم"، مشيرا إلى أنّه "يتم ارتكاب أعمال تشكّل جرائم ضد الإنسانية، خصوصا في منطقة الفاشر".
وقال الرئيس التركي إنّ "تركيا تأمل في الحفاظ على السلام والاستقرار وسلامة أراضي السودان"، متعهّدا بالاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للسكان.
وحسب الرئاسة التركية، فإنّ "الهدف هو تحقيق وقف إطلاق النار وإرساء السلام الدائم" للشعب السوداني.
تعرّض السودان للدمار منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزح الملايين، وانتشرت الانتهاكات والمجاعة على نطاق واسع.
ومنذ بدء النزاع، دعمت تركيا الجيش السوداني، خصوصا بتزويده بطائرات مسيّرة، في مواجهة قوات الدعم السريع.
يأتي ذلك فيما دعت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبدلي رادوفان إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الصراع في السودان، واصفة إياه بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومحذرة من أنه يجب ألا يُغفل أو يُهمل.
"صور مقلقة ومفزعة للغاية"
وقالت رادوفان في تصريحات لمجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، نُشرت الأربعاء: "التقارير والصور التي تصلنا مقلقة ومفزعة للغاية".
كما أشادت بالدول المجاورة لدعمها ملايين الأشخاص الذين فروا من السودان منذ اندلاع القتال، لكنها شددت على أن المساعدات الإنسانية وحدها غير كافية.
وأضافت: "نحن بحاجة ملحة إلى حل سياسي، يبدأ بوقف إطلاق نار مستقر.. هذا لن يتحقق من تلقاء نفسه في هذه الحرب الأهلية المروعة، بل يتطلب دعما فوريا وأكبر من المجتمع الدولي".
كما حذرت أيضاً من أن الصراع يجب ألا ينسى.
أكبر أزمة إنسانية في العالم
يذكر أن السودان يشهد حربا منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووصفت الأمم المتحدة هذا النزاع بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث نزح نحو 12 مليون شخص، ويواجه نصف السكان خطر الجوع.


