فيما خيم الهدوء الحذر على مناطق الساحل السوري إثر المواجهات التي اندلعت، أمس الأحد، خلال تظاهرات احتجاجية في مدن اللاذقية وطرطوس، كشف عدد من المدنيين الذين أصيبوا خلال تلك الاحتجاجات ما جرى.
وقال أحد المصابين من على سريره في أحد مستشفيات اللاذقية للعربية/الحدث إنه بينما كان يمشي في سبيله عند دوار الجمهورية انقض عليه 4 مدنيين وراحوا ينهالون عليه ضرباً بالعصي والسكاكين.
فيما أوضح مصاب آخر أن بعض المشاغبين راحوا يلقون الحجارة وحتى الرصاص على المتظاهرين وعناصر الأمن العام.
"فلول النظام السابق"
وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية العميد عبد العزيز الأحمد، أكد مساء أمس الأحد، أن المواجهات لم تبدأ بعفوية بل كانت تحريضية، مشدداً في تصريحات للعربية/الحدث على أن السلطات الأمنية رصدت عناصر مسلحة وملثمة وسط الاحتجاجات.
كما أشار إلى أن المسلحين استغلوا الاحتجاجات للاعتداء على الأمن والمواطنين، مضيفاً أنه تم رصد عناصر لفلول النظام السابق.
أتى ذلك، بعدما قتل ثلاثة أشخاص على الأقل جراء إطلاق نار أثناء التظاهرات الاحتجاجية في الساحل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية، فضلاً عن مقتل عنصر من الأمن.
وكان الآلاف من أبناء الطائفة العلوية تظاهروا في منطقة الساحل، عقب مرور يومين على تفجير في مسجد بمدينة حمص يرتاده أبناء هذه الأقلية، أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وبعدما دعا الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، إلى اعتصامات سلمية، هي الثانية من نوعها منذ سقوط النظام السابق.
كما طالب في كلمة مصورة، مساء السبت، بتعبئة جماهيرية، قائلاً إن اليوم سيكون طوفاناً بشرياً سلمياً يملأ الساحات. وحض في خطابه أتباعه على أن "يثبتوا للعالم أن المكوّن العلوي لا يمكن أن يهان أو يهمّش"، وفق تعبيره.
يذكر أن الساحل السوري كان شهد في مارس الماضي موجات دموية من العنف، فيما اتهمت دمشق أنصارا مسلحين للرئيس السابق بشار الأسد بإشعال الأزمة من خلال مهاجمة قوات الأمن.
كما أكدت لجنة تحقيق وطنية أنشئت من أجل تحديد المتورطين في الانتهاكات أن ما لا يقل عن 1426 علوياً قتلوا في تلك الأحداث، فضلاً عن العشرات من عناصر الأمن.


