أعلن الكرملين، مساء الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب بأن موسكو ستعيد تقييم موقفها من مفاوضات السلام الجارية، وذلك على خلفية ما وصفته روسيا بهجوم أوكراني بطائرات مسيّرة استهدف أحد مقار إقامة الرئيس الروسي في شمال البلاد.
وقال مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، يوري أوشاكوف، إن بوتين وترامب أجريا اتصالًا هاتفيًا، اطّلع خلاله الرئيس الروسي على مستجدات المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع أوكرانيا. وأضاف أن بوتين أبلغ ترامب بتفاصيل الهجوم المزعوم، مشيرًا إلى أن هذا التطور دفع موسكو إلى مراجعة موقفها من المسار التفاوضي.
وبحسب الرواية الروسية، فإن 91 طائرة مسيّرة أوكرانية شاركت في الهجوم الذي استهدف مقر إقامة الرئيس بوتين، في حادثة وصفتها موسكو بالخطيرة، معتبرة أنها تمثل تصعيدًا مباشرًا يمسّ القيادة الروسية.
في المقابل، نفت أوكرانيا بشكل قاطع هذه الاتهامات، ووصفت التصريحات الروسية بأنها "أكاذيب"، متهمة موسكو بمحاولة تقويض محادثات السلام الجارية، وخلق ذرائع جديدة للتصعيد العسكري.
وفي هذا السياق، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالسعي لإفشال الجهود الدبلوماسية بين كييف وواشنطن. وقال زيلينسكي، في منشورات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "روسيا تعود مجددًا لاستخدام تصريحات خطيرة تهدف إلى تقويض كل نتائج جهودنا الدبلوماسية المشتركة مع فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وندد زيلينسكي بما وصفه بـ"الكذب الروسي" بشأن استهداف مقر إقامة الرئيس بوتين، معتبرًا أن هذه الاتهامات قد تكون تمهيدًا لشن ضربات عسكرية جديدة، قد تطال العاصمة الأوكرانية كييف أو منشآت حكومية أخرى.
ويأتي هذا التصعيد الإعلامي والسياسي في وقت حساس تشهده المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى خفض التصعيد بين موسكو وكييف، وسط جهود أميركية لإحياء مسار دبلوماسي قد يفضي إلى وقف إطلاق النار أو تسوية أوسع، في ظل استمرار الحرب منذ عدة سنوات.
ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجانب الأميركي بشأن فحوى الاتصال بين ترامب وبوتين، أو تأثير الاتهامات المتبادلة على مستقبل المحادثات الجارية.


