أثنى العاهل البريطاني الملك تشارلز ،اليوم الأربعاء، على "القيمة الراسخة" للعلاقات بين المملكة المتحدة وألمانيا، قائلا في أول زيارة خارجية له منذ توليه عرش بريطانيا العام الماضي إنه سيبذل قصارى جهده لتقوية العلاقات بين البلدين.
وأقيمت مراسم استقبال عسكرية للعاهل البريطاني تشارلز عند بوابة براندنبورغ في العاصمة الألمانية برلين، وتأتي الزيارة في إطار جهود لطي صفحة علاقات مضطربة منذ سنوات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد خروج لندن من التكتل.
وقال تشارلز في خطاب ألقى بعضه باللغة الألمانية خلال حضوره مأدبة رسمية في العاصمة الألمانية استضافها الرئيس فرانك فالتر شتاينماير "لقد أدهشني دفء الصداقة بين بلدينا".
وأثني العاهل البريطاني على "رحابة صدر الشعب الألماني" الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ أوكراني.
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي استقبل تشارلز وعقيلته كاميلا في برلين، إن اختيار تشارلز لفرنسا وألمانيا لأول زيارة دولة يقوم بها حتى قبل تتويجه المقرر في أيار/ مايو يمثل "بادرة أوروبية" مهمة.
وأضاف شتاينماير: "اليوم، وبعد ست سنوات بالضبط من بدء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نفتح فصلا جديدا في علاقاتنا".
وفي تأكيد على اهتمام تشارلز بالقضايا البيئية، سيكون من أولى الفعاليات التي يشارك فيها في برلين منتدى حول الاستدامة، حيث سيتناول مسائل من الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة إلى إزالة الكربون الصناعي، بحسب قصر بكنغهام.
وهناك سيلتقي بوزيري الخارجية والاقتصاد الألمانيين اللذين ينتميان إلى حزب الخضر، الشريك الأصغر في الائتلاف الثلاثي الحاكم في البلاد، إضافة إلى قادة أعمال وأكاديميين وممثلين للمجتمع المدني.
صفحة جديدة بعد بريكست؟
ويلقي تشارلز غدا الخميس في برلين خطابا أمام مجلس النواب الألماني (بوندستاغ) في برلين، ويلتقي بعض اللاجئين الأوكرانيين البالغ عددهم مليون لاجئ الذين فروا من الحرب في بلادهم إلى ألمانيا.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، سيلتقي ممثلين من وحدة عسكرية ألمانية بريطانية مشتركة ليستعرضوا مركباتهم البرمائية لبناء الجسور في براندنبورغ.
وقال شتاينماير إنه وجه دعوة إلى تشارلز خلال جنازة والدته في أيلول/سبتمبر الماضي. ومع ذلك، تتخذ الحكومة البريطانية القرارات النهائية بشأن هذه الزيارات التي تشكل جزءا من استخدامها "للقوة الناعمة" للنظام الملكي.
ومن ثم فإن الزيارة تشكل دلالة واضحة على مساعي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع أوروبا، وفقا لما قاله أناند مينون مدير مركز أبحاث "المملكة المتحدة في أوروبا متغيرة".
ومع ذلك، فإن أي تحسين للعلاقات نتيجة الزيارة يمكن أن يفتر سريعا إذا ما اشتعلت أي من مشكلات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتراجعت بريطانيا من خامس أكبر شريك تجاري لألمانيا إلى المركز 11 في 2022، بعد جمهورية التشيك.
وفي تعليقه قال قائد الطائرة التي أقلت تشارلز: "إن طائرات مقاتلة ترافق طائرة الملك عند دخولها إلى برلين".
وكان من المقرر أن يتوجه تشارلز، إلى فرنسا أولا لكنه ألغى هذه المحطة من جولته بسبب الاضطرابات العنيفة التي تشهدها احتجاجاً على قانون التقاعد الجديد.