منوعات لبنان مقالات

خاص - إعلاميون يحاربون الأخبار الزائفة... بمبادرات فردية في لبنان

تُشكل الأخبار الزائفة سلاحًّا ذو حدّين، فهي تنتشر بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الإجتماعي. و تعتمد في انتشارها على التضليل والتمويه، وتقوم على مبدأ تشويه الحقائق وتلفيقها أو محاولة تغييرها.

وكثرت مؤخرًا هذه الأخبار الزائفة وتوسع نطاقها، حيث أصبح من السهل تداولها عبر مختلف محركات البحث. 

خاص -  إعلاميون يحاربون الأخبار الزائفة... بمبادرات فردية في لبنان

التأثيرات التي تخلقها الأخبار الزائفة

وللأخبار الزائفة أو "The Fake News"، إنعكاسات خطرة على المجتمعات والدول، فهي يمكن أن تغيّر في سياسات بلد ما أو أن تؤثر في الرأي العام ، كما يمكن أن تتسبب في إحداث خضة أمنية، أو أن تخلق حروبًا بين المجتمعات.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الأخبار، أصبح القضية الرئيسة في عالم الإعلام في الولايات المتحدة، منذ أن بدأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هجومًا على وسائل إعلام، واتهامها بنشر أخبار مضللة.


أما الإعلام اللبناني، فقد التفت مؤخرًا الى مدى خطورة وأهمية الأخبار الزائفة، وخصص مساحة للحديث عنها عبر وسائل عديدة ، أبرزها: التطبيقات، المنصات الرقمية والبرامج التلفزيونية وغيرها. وهنا يأتي دور وسائل الإعلام في تصويب الأخبار، ونفي الشائعات، عبر توعية الأفراد والمجتمعات بمدى خطورة هذه الأخبار.

كل خبر على وسائل التواصل الإجتماعي هو خبر مزيف حتى تثبت صحته

 وفي هذا السياق، أُطلقت منصة "تحقق" عام ٢٠١٩ من قبل الصحافية الشابة إيمان برق، وهي أول منصة على "الفايسبوك" في لبنان، تُعْنى بمتابعة ورصد الأخبار الزائفة.  


وكشفت برق في حديث لـ"وردنا"، عن "إستراتيجيات وأساليب الكشف عن الأخبار الزائفة، وقسَمتها على الشكل التالي: أولا، من ناحية صياغة الخبر، تعمل المنصة على التأكد من صحة المعلومات الموجودة في الخبر، والتواصل مع الجهات المختصة، بالإضافة إلى قراءة النص بتمعن، والتأكد من طريقة صياغته. مثال على ذلك، بيان رسمي لوزارة التربية على شكل خبر مزيف. يأتي هنا دور (تحقق)، للتأكد من أسلوب صياغة الخبر، ومعرفة ما إذا كان هناك تفاوت بألوان الخط، بالإضافة إلى التأكد من وجود أي تصريح لوزير التربية، والتحقق من نشره عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتابعت "الخطوة الثانية التي تعتمدها منصة (تحقق) تكون بالاعتماد على أدوات ومواقع مختصة بفحص الرابط، والتحقق من احتوائه أي فيروس.أما الخطوة الثالثة، فتكون من خلال الصور حيث تلجأ المنصة الى البحث العكسي للصور"reverse image". كما تستعين بـ "google lens" في حال تضمنت الصورة كتابات معينة. ويمكن اللجوء إلى google maps، في حال تواجدت في الصورة معالم ما، إسم مكان أو مطعم ما".

ثم تأتي المرحلة الرابعة، وهي مرتبطة بالفيديو، تقوم "تحقق" بوضع الكلمات المفتاحية المتعلقة بالفيديو عبر غوغل، ويتم أخذ لقطات "screenshots"، من الفيديو المنشور والتأكد منها عبر reverse image.

وختمت إيمان برق قائلة: " كل خبر على وسائل التواصل الاجتماعي هو خبر مزيف حتى تثبت صحته". 

منصة صواب

أطلقت هذه المنصة عام ٢٠٢٢، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وهي مبادرة شبابية مستقلة، تتمثل بإطلاق منصة إعلامية رقمية، بدءًا من تطبيق واتساب وصولًا لكافة مواقع التواصل الاجتماعي.


من جهته أفادنا الإعلامي ومدقق المعلومات حسن شعيتاني، بأن الأخبار المضللة تتداول بكثرة عبر تطبيق "واتساب"، مشيرًا إلى التداعيات الخطرة لهذه الأخبار على المجتمع.

ولفت شعيتاني خلال حديثة لـ"وردنا" إلى أن معظم الأخبار المضللة المنتشرة يغلب عليها الطابع السياسي، ومثال على ذلك الإنتخابات الرئاسية الأميركية وخطابات الكراهية التي إنتشرت تزامنًّا معها. وأضاف: "إنتشرت الأخبار الكاذبة بكثرة خلال فترة كورونا، حيث تم تداول معلومات غير صحيحة متعلقة بأعداد الوفيات والإصابات بكورونا".

وفي الحديث عن بعض الأدوات التي تعتمدها منصة "صواب" للكشف عن الأخبار الزائفة، كشف شعيتاني:

" نلجأ الى الوسائل التقنية التي تمكننا من التحقق من الصور والفيديوهات، إضافة إلى إستخدام مواقع البحث العكسي عن الصور، مثال: Yandex، وTineye."


تَعتمد الأخبار الزائفة في إنتشارها على أساليب مختلفة، فتنسب "أخبارها الكاذبة" إلى مصادر تكون موثوقة عند الرأي العام. وهي عادة ما تكون مرتبطة بأمور ومسائل تهم المجتمع أو موضع سجال أو مثيرة للغرائز.. ونظراً إلى خطورة هذه الأخبار وتأثيراتها السلبية، وسرعة إنتشارها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، عمدت كبريات وسائل الإعلام العالمية ووكالات الأنباء مثل رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية والأسوشيتد برس وغيرها، إلى خلق مواقع خاصة للتحقيق والكشف عن الأخبار الكاذبة. إلّا أن المشكلة الأساسية، تكمن في أن كثافة وسرعة إنتشار هذه الأخبار، تفوق قدرة المؤسسات الإعلامية على متابعتها كلها.

 لذا، وقبل أن تقوم بإعادة نشر أي خبر، تمهل..دقق..وتحقق، كي لا تقع فريسة الـ Fake News!

يقرأون الآن