عمليات التجميل: حاجة أم إدمان؟
"ربّ ضارة نافعة" هذا ما حصل مع "رشا" ، وهي عينة من النساء اللواتي لم يتوقفن عن متابعة الإهتمام بأنفسهن رغم إمكانياتها المادية المحدودة، وفي حديث لـ"وردنا" قالت إن زيارة عيادة التجميل باتت جزء أساسياً من حياتها، "صارت متل الإدمان عندي ولا يمكنني التوقف". حتى أن أولوياتها تبدلت، وفقاً لمدخولها الشهري، وذلك لتكون الأولوية المطلقة "لإبرة الفيلر"، وتقول "الأسعار لا تزال مقبولة، وهناك عروضات وحسومات كتيرة بمراكز التجميل، الإبرة كانت بـ100$ مع الأزمة باتت تكلف نصف القيمة، وهذا أمر مشجع".
العروضات تشجع النساء
الواقع الذي تستفيد منه رشا، قد يكون له تداعيات صحية بحسب الإستشارية في الطب التجميلي، المرخصة من البورد الأميركي والسويدي، الدكتورة رمزية العنان، وفي حديثها لـ" وردنا" أشارت الى أن الوضع الإقتصادي وإتباع الفتيات لـ"ترند" دفع بمراكز التجميل على التضحية بجودة المواد المستخدمة من أجل الحفاظ على سعر يكون بمتناول الجميع نسبياً، وأن غياب الثقافة العلمية، قاد بعض النساء لإختيار السعر الأرخص، بحسب الدكتورة العنان. كما أن بعض المراكز تستخدم مواد رخيصة الثمن، وإنّ كانت لا تتطابق والمعايير المطلوبة.
وتحذر الدكتورة العنان، في هذا الإطار من أشخاص مجرد تقنيين، لا يحملون شهاد طب تجميلي، ولا يعرفون الأسس الطبية للحقن، وبالتالي لا يدركون للعوارض الجانبية التي تنتج عن المواد المزورة أو تلك التي تسبب بمضاعفات، والتي تدخل لبنان بطرق غير شرعية ما دفع بالقوى الأمنية الى ملاحقة هؤلاء وسجنهم وختم مراكزهم بالشمع الأحمر.
ومثل هذه "العيادات" تسبب في السنوات الماضية بإصابة عشرات النساء بتشوهات، ما دفعهن الى الادعاء على مجموعة من منتحلي صفة أطباء التجميل.
تأثر الأطباء بالأزمة الإقتصادية
تقلب الدولار الجنوني، فرض واقعاً على الشركات المستوردة للمواد التجميلية، فإضطر بعض الأطباء الى الذهاب نحو الدولرة، والبعض الأخر إعتمد التسعير بالعملة الوطنية، وبالتالي زيادة تعرفة الجلسة بما يتوافق والواقع الاقتصادي، حفاظاً على سمعة هذا القطاع وتفادياً لخسائر مادية تودي بهم نحو الإقفال.
فرصة من رحم الأزمة
مع انهيار العملة الوطنية، ودولرة الاقتصاد اللبناني، وجد قطاع التجميل نفسه أمام فرصة للغبقاء على نشاطه وازدهاره، هذا ما تبين من خلال عيادات التجميل المرخصة التي تواصلنا معها، والتي تعتمد أعلى المعايير العالمية، فإن رواد هذه العيادات باتوا من النساء اللبنانيات المغتربات أو العربيات أو حتى الأجنبيات، إذ أن تكلفة الإهتمام ببشرتهن ونضارتهن واشراقتهن، باتت أقل تكلفة عليهن في لبنان من الدول القادمين منها.
لبنان الذي عرف بأنه "مستشفى الشرق" بفضل شهرة أطبائه، بات أيضاً مقصداً "للسياحة التجميلية" وهو يحتل مراتب متقدمة عالمياً في هذا المضمار، بالنسبة إلى عدد سكانه. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه الآن هو بالإبقاء على موقعه المتقدم، في ظل كل الأزمات التي يتخبط بها، من خلال مكافحة منتحلي الصفة وملاحقة المراكز غير المخصصة والتي يمكن لها ان تلحق تشوهات في وجه لبنان الجميل.