السودان... الإجلاء مستمر وكندا تمدد إقامات السودانيين

فرّ عشرات الآلاف، من بينهم سودانيون ومواطنون من بلدان مجاورة، في الأيام القليلة الماضية إلى دول مثل مصر وتشاد وجنوب السودان، رغم حالة عدم الاستقرار والظروف المعيشية الصعبة هناك.

وتعمل الحكومات الأجنبية على نقل مواطنيها لبرّ الأمان. ونقلت قافلة مؤلفة من 65 مركبة، عشرات الأطفال إلى جانب مئات الدبلوماسيين وعمال الإغاثة في رحلة طولها 800 كيلومتر، تستغرق 35 ساعة من العاصمة الخرطوم إلى بورتسودان على البحر الأحمر.

ويزداد الوضع قتامة بالنسبة لأولئك الذين بقوا في ثالث أكبر دولة أفريقية، حيث كان ثلث السكان البالغ عددهم 46 مليونا بحاجة إلى مساعدات إنسانية من قبل اندلاع العنف.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: "هناك نقصا حادا في الأغذية والمياه النظيفة والأدوية والوقود، وتغطية محدودة لشبكات الاتصالات وانقطاعا في الكهرباء مع ارتفاع شديد في الأسعار".

وأشار إلى أنباء عن "وقوع عمليات نهب للمساعدات الإنسانية" لافتا إلى أن "القتال المحتدم في الخرطوم وولايات النيل الأزرق والشمالية وشمال كردفان ودارفور، يعطل عمليات الإغاثة".

وكانت منظمات الإغاثة من بين الجهات التي سحبت موظفيها بسبب الهجمات. وعلّق برنامج الأغذية العالمي، مهمته لتوزيع الغذاء، وهي واحدة من أكبر مهمات توزيع الغذاء في العالم.

وقال سليمان عوض، الأكاديمي البالغ من العمر 43 عاما، والذي يسكن في منطقة أم درمان، تعرضت للقصف أمس الاثنين إن "الإجلاء السريع للرعايا الغربيين يعني أن البلاد على شفير الانهيار. لكننا نتوقع دورا أكبر منهم في دعم الاستقرار من خلال الضغط على الجانبين لوقف الحرب".

وعلقت عدة دول، من بينها كندا وفرنسا وبولندا وسويسرا والولايات المتحدة، العمليات في سفاراتها في السودان حتى إشعار آخر.

وهدأ القتال خلال مطلع الأسبوع، الأمر الذي سمح للولايات المتحدة والمملكة المتحدة بإجلاء موظفي سفارتيهما، مما أدى إلى تسارع عمليات إجلاء مئات الرعايا الأجانب من قبل دول أخرى من بينها دول خليجية وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية.

الإجلاء مستمر

أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن "المملكة تتواصل مع الأشقاء في السودان لتأمين ممرات آمنة لعمليات الإجلاء، وتسعى لإجلاء المزيد من العالقين".

وقال بن فرحان:"بتوجيهات من القيادة، وانطلاقا من واجبنا تجاه مواطني السعودية في جميع دول العالم، تم إجلاء نحو 356 شخصا، منهم 101 مواطنا سعوديا، و255 شخصاً آخرين ينتمون لـ26 جنسية، من السودان"، لافتا إلى"إننا نتواصل مع الأشقاء في السودان لتأمين ممرات آمنة لعمليات الإجلاء"، مشددا على أن "المملكة ستواصل إجلاء رعايا الدول التي طلبت المساعدة".

وأشارت بريطانيا إلى أنه " لا يمكنها سوى إجلاء حاملي جواز السفر البريطاني، وأفراد أسرهم المباشرين".

وذكر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، اليوم الثلاثاء، على" تويتر" أن "الحكومة البريطانية تنسق لإجلاء مواطنيها من السودان. بدأنا الاتصال بالرعايا مباشرة، ونحدد لهم مسارات لمغادرة البلاد".

وكشف انه " تحدثت بشكل مباشر وغير مباشر مع قادة الفصائل المختلفة على الأرض في السودان".

 وأكد متحدث بإسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الثلاثاء، عن وصول أول طائرة إجلاء بريطانية تقل 40 مدنياً من السودان الى مطار لارنكا في قبرص، مضيفاً أنه يتوقع أن تقلع طائرتان أخريان أثناء الليل ستقلان 220 راكباً، قائلاً: "إن الحكومة البريطانية تدرس مسارات بديلة للإجلاء من بينها إستخدام ميناء بورتسودان".

 وقال وزير الخارجية السويسري، إينياتسيو كاسيس، اليوم الثلاثاء إن "بلاده تترقب الفرص لإجلاء مواطنيها المتبقين في السودان"، لكنه أقر بأنه "قد لا يكون ممكنا إخراج من يحملون الجنسية السودانية".

ولفت الوزير من المطار إلى أن"سويسرا تتعاون مع الدول الغربية الأخرى بشأن إمكانية إعادة المزيد من المواطنين. الأمر ليس سهلا جدا لأنه لا يُسمح لحاملي الجنسية المزدوجة بمغادرة البلاد بسبب جنسيتهم السودانية، وسنرى ما سيحدث".

وقال: "من بين حوالي 100 سويسري ما زالوا في البلاد، تحمل الأغلبية جوازات سفر سودانية".

كما أشارت باريس إلى أنها "رتبت لإجلاء 491 شخصا من بينهم 196 فرنسيا والباقي من 36 جنسية أخرى، وإن سفينة حربية فرنسية في طريقها إلى بورتسودان للمساعدة في نقل المزيد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم".

وأكد رئيس الوزراء الياباني إن "جميع المواطنين اليابانيين الذين رغبوا في إجلائهم من السودان قد غادروا".

كذلك، نقلت مهمة إجلاء ألمانية حتى صباح اليوم الثلاثاء، 500 شخصاً من أكثر من 30 دولة إلى بر الأمان، من بينهم مواطنون بلجيكيون وبريطانيون وهولنديون وأردنيون وأمريكيون بالإضافة إلى الألمان.

وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك: "إن الجهود جارية لإجلاء من تبقى من الألمان".

وتحدثت وزارة الخارجية الصينية عن "إجلاء معظم مواطنينا بسلام في مجموعات إلى الموانئ الحدودية في الدول المجاورة"، مشيرة إلى" اننا لم نتلق أي تقارير عن سقوط ضحايا صينيين في السودان حتى الآن".

وقال المتحدث باسم العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا: "12 آخرين من رعايانا، سيغادرون السودان اليوم"، لافتا إلى "وصول حافلتين تقلان رعايانا من السودان إلى الحدود المصرية. وستدفع حكومة جنوب أفريقيا رسوم رحلات عودتهم".

وأشارت قبرص، اليوم الثلاثاء، الى أنها فعّلت آلية إنقاذ إنسانية للسماح لدول ثالثة بإستخدام منشآتها لإجلاء المواطنين الأجانب من السودان.

وأكدت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان في بيان مشترك، أن ألمانيا ستنظم آخر رحلة إجلاء لها من السودان إلى الأردن مساء اليوم الثلاثاء، مع عدم وجود خطط لرحلات جوية أخرى من المنطقة في الوقت الحالي.

وقالت الوزارتان: "إن دولا شريكة ستجلي المواطنين الألمان المتبقين في السودان في الأيام المقبلة".

وأشارت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، اليوم الثلاثاء، الى مساعدت كلاً من فرنسا وألمانيا  في إجلاء نحو 100 كندي من السودان، وإن كندا تعمل على إجلاء المزيد من المدنيين خلال الهدنة  لـ72 ساعة.

وقالت جولي: إن الكنديين الذي جرى إجلاؤهم من السودان هم من بين 550 شخصاً طلبوا المساعدة"، وأضافت: "أن الإمارات والسعودية ساعدتا أيضا في الإجلاء. وهناك 1700 كندي في السودان مسجلة أسماؤهم لدى وزارة الخارجية".

وتابعت جولي "سننظم أيضاً عمليات إجلاء لمواطنينا ونريد إنتهاز فرصة وقف إطلاق النار لإجراء ذلك لذا نعمل مع القوات المسلحة الكندية بخصوص تلك المسألة".

 إجراءات جديدة لدعم السودانيين في كندا

من جهة أخرى، كشفت الحكومة الكندية إنها "تعتزم وضع إجراءات جديدة متعلقة بالهجرة لدعم السودانيين حاملي الإقامة المؤقتة والموجودين حاليا في كندا، وربما لا يمكنهم العودة إلى السودان بسبب الموقف سريع التدهور هناك".

وأوضحت الحكومة الكندية في بيان يوم أمس الاثنين إنه "بمجرد دخول الإجراءات الجديدة التي أعلنها وزير الهجرة الكندي شون فريزر ، حيز التنفيذ سيتمكن المواطنون السودانيون من طلب تمديد إقاماتهم في كندا مما سيتيح لهم الاستمرار في الدراسة أو العمل أو زيارة أسرهم في البلاد دون أي مصاريف".

وأشارت إلى أنها "ستعفي أيضا المواطنين الكنديين المقيمين الدائمين الموجودين في السودان والذين يرغبون في المغادرة من رسوم جواز السفر ووثيقة سفر المقيم الدائم".



رويترز

يقرأون الآن