لبنان

غموض يلف انفجار الضاحية.. "غريب أطوار" وتوقيفات و"نساء" في الظل

غموض يلف انفجار الضاحية..

لا يبدو أن الانفجار الثاني الذي دوى بعد ظهر اليوم الخميس في منطقة الصفير في ضاحية بيروت الجنوبية، والذي قيل بداية أنه ليس أكثر من انفجار لقارورة غاز، بالحدث العرضي الذي يمر ضمن خانة الأحداث اليومية.

فالمبنى الذي "تمزق" الطابق الأول منه، يشهد على ما يبدو على قطبة مخفية بعهدة استخبارات الجيش اللبناني، إذ تكشفت تباعا فصول الانفجار الذي لا بد من ربطه بالانفجار الأول الذي وقع في شقة الموقوف(م.غ)، والذي أصيب بينما كان يعد قنبلة –قيل أنه تعلم اعدادها من خلال اليوتيوب. آنذاك حقق الجيش اللبناني مع الموقوف، بعد تعافيه من الاصابة، وعلى إثره جرى اعتقال (م.ب) في عرمون وتم إطلاق سراح والدة الغول بعد مسح دقيق قامت به استخبارات الجيش اللبناني، علما أن الشقة كانت مختومة بالشمع الأحمر.

في حينه أعلن الجيش في بيانه: " تبين ارتباط (م.غ) بالمواطن (م.ب.) الذي تم توقيفه في منطقة عرمون واعترف أنه يقوم بشراء المواد الأولية لتصنيع المتفجرات لصالح الموقوف (م.غ.).وتبين نتيجة التحقيقات أنه كان يخطط لتنفيذ أعمال إجرامية في أماكن مختلفة بتكليف من مشغلّين خارجيّين".

وما أن تناقلت مواقع التواصل، اليوم الخميس الاخبار عن سماع دوي قوي في الضاحية الجنوبية، حتى جاء الخبر: مقتل سيدة بينما كانت تنظف الشقة. ولاحقا تم تداول فيديو عن اعتقال مسلح كان مختبئا داخل الشقة، وأن السيدة التي قتلت هي خالة الموقوف، في حين القى الجيش القبض على جريح ووالدته اللذين سيخضعان للتحقيق.

ملف الموقوف..ومشغل أجنبي!

وبالرجوع الى ملف الموقوف الغول والتحقيقات معه، نشرت جريدة "الأخبار" في عددها الصادر بتاريخ 12 نيسان/أبريل 2023، تفاصيل التحقيق مع الغول الذي سُرّح من الجيش قبل سنوات، وأوقفته استخبارات الجيش التي استمع محققوها إلى والدته، فأفادت بأنّ ابنها تعلّم تصنيع العبوات على الإنترنت، وإنّه كان يمنعها من دخول غرفته ويقدم على ضربها أحياناً.

وفي التحقيقات الأولية، لمس المحققون أنّ الحالة العقلية للموقوف غير سوية، بعدما تحدث عن "أضاحٍ" وأمور أخرى "غير منطقية". وبيّنت التحقيقات أن الموقوف "غريب الأطوار". وبالتوسع في التحقيق مع الموقوفين، ادّعى الغول أنه كان يحضّر لاستهداف خمس مناطق.

اعتقال سيدة..ووفاة أخرى

في مداهمات عرمون السابقة، قيل أن هناك سيدة قيد الاعتقال وتخضع للتحقيق، في حين أن انفجار اليوم أودى بحياة سيدة هي دعاء فرحات (خالة الموقوف الغول) حيث قيل أيضا أنها كانت تعمل على تنظيف المنزل .

وسادت حالة من الذعر بين سكان المبنى الذي هزه الانفجار والبحث جار عن عبوات إضافية قد تكون موجودة في شقة الموقوف "صانع التفجيرات عبر يوتيوب".


الجيش اللبناني

وبعد الانفجار الثاني، هناك تأكيدات بأن الجيش اللبناني عندما اعتقل الغول قام بتفتيش الشقة بالكامل بشكل دقيق، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مصدر العبوة التي انفجرت اليوم.

وأفيد بأن جريحا وسيدة سيتم التحقيق معهما من قبل استخبارات الجيش حول ملابسات الحادث، علما أن السيدة كانت متواجدة في الشقة لحظة الانفجار ولم تصب وكانت الخالة متواجدة وقتلت، وهناك إصابة شاب كان متواجدا في الشقة.

في المربع الاصفر

في الانفجار الذي وقع اليوم في عقر المربع الامني الاصفر، علق موقع "المنار" الالكتروني: "الاسئلة حول الملابسات ستتوضح اجوبتها في الايام المقبلة بعد التحقيقات".

فهل من مفاجآت وارتباط بما جرى اليوم مع المعلومات المتداولة في الاسابيع الاخيرة عن شبكات تخريبية يلاحقها الجيش، أم أن القصة من أولها من نسج "شاب غير متوازن نفسيا". لعل الترجيح الاول أقرب في ظل السؤال: من أدخل العبوات مجددا الى المنزل الذي خضع لمسح دقيق من قبل الجيش؟


يقرأون الآن