رغم التعهدات بالهدنة.. إستمرار المعارك في السودان

أكد الطرفان المتحاربان في السودان، اليوم الخميس، إنهما سيمددان وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى، لكن العنف استمر في العاصمة الخرطوم، ومنطقة دارفور غربي البلاد إذ أشارت قوات الدعم السريع، إلى أن "القيادات الإنقلابية، خرقت الهدنة عبر شنها هجومًا على مواقعنا في قاعدة جبل أولياء وأم درمان". في حين، اعتبرت الولايات المتحدة إن "انتهاكات وقف إطلاق النار تثير القلق".

وفيما أدّت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل المئات، وجرح الآلاف، وفرار عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم بعد أسبوعين من القتال، بحث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مع رئيس المجلس العسكري السوداني وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، "ضرورة تسوية الخلافات وديا وتحقيق الإستقرار في السودان".


 وتعرضت مستشفى الرئيسي في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، تدعمه منظمة أطباء بلا حدود للنهب، في إقتحام عنيف خلال اليومين الماضيين.

وقال نائب مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في السودان سيلفان بيرون: "وقع كثيرون من الناس في حصار هذا العنف القاتل. إنهم يخشون المخاطرة بسلامتهم وحياتهم في محاولة للوصول إلى المرافق الصحية الشحيحة التي لا تزال تعمل ومفتوحة".

تعرض طائرة إجلاء تركية لإطلاق نار

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن "تعرض طائرة إجلاء تركية لإطلاق نار في مطار وادي سيدنا في السودان ولا إصابات".

وبدوره، كشف الجيش السوداني، أن "قوات الدعم السريع شبه العسكرية، أطلقت النار على طائرة إجلاء تركية أثناء هبوطها في مطار وادي سيدنا خارج الخرطوم، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الطاقم، وإلحاق الضرر في خزانات الوقود"، مؤكدا في بيان أن "الطائرة هبطت بسلام ويجري إصلاحها".

في المقابل، لفتت قوات الدعم السريع إلى أن "مزاعم القيادات الإنقلابية في الجيش بشأن مهاجمتنا طائرة إجلاء تركية، يكذبها الواقع على الأرض".


إجلاء مستمر ... وترحيب بالهدنة 

تستمر عمليات الاجلاء من السودان، وسط التخوف من عودة احتدام المعارك بعد الهدنة التي وافق طرفا النزاع على تمديدها 72 ساعة أخرى، إذ أفادت البعثة الأممية في السودان، أن " فرنسا أجلت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية من مدينة الفاشر".

من جهتها، أشارت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الجمعة، إلى توجه أول رحلتين جويتين للإجلاء من السودان الى تشاد، حيث وصل 226 شخصاً، بينهم 39 طفلاً، إلى العاصمة نجامينا، أمس الخميس.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، اليوم الجمعة، الى إن بضع مئات من المواطنين الأميركيين غادروا السودان براً وبحراً وجواً.

ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، ودول ما تسمى بالرباعية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية، بتمديد وقف إطلاق النار.

وقالت تلك الدول في بيان مشترك، نقلته وكالة الأنباء السعودية: "نرحب باستعدادهم للانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق".

من ناحيته، أعرب البيت الأبيض عن "قلق بالغ إزاء انتهاك وقف إطلاق النار. الوضع قد يتفاقم في أي لحظة، ونحثّ المواطنين الأميركيين على المغادرة في غضون 24 إلى 48 ساعة".

وميدانيا، يؤكد الجيش إنه يسيطر "على معظم مناطق السودان، ويتصدى لانتشار كبير لقوات الدعم السريع في الخرطوم حيث تحولت بعض المناطق السكنية إلى ساحات حرب".

وقال شهود عيان:" رغم الهدوء الجزئي للقتال منذ بدء وقف إطلاق النار الأول لمدة 72 ساعة، سمع دوي ضربات جوية، ونيران مضادة للطائرات في العاصمة ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين".

وامتد القتال أيضا إلى إقليم دارفور في غرب البلاد الذي احتدم الصراع فيه بعد عقدين من اندلاع حرب أهلية هناك. 

ولم تتمكن وكالات الإغاثة إلى حدٍ كبيرٍ من توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة والتي كان يعتمد ثلث سكانها، البالغ عددهم 46 مليون نسمة، بالفعل على المساعدات الإنسانية.

وقالت مصر إنها استقبلت 16 ألف شخص، فيما دخل تشاد 20 ألفا، وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنّ أكثر من 14 ألف شخص عبروا الحدود إلى جنوب السودان.

وعلى الرغم من الدعوات العالمية لإجراء محادثات، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقناة الحرة الأميركية، إنّه "من غير المقبول الجلوس مع رئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي وصفه بأنه زعيم التمرد".

وأفاد دقلو لبي.بي.سي أنّ "قوات الدعم السريع لن تجري محادثات حتى انتهاء القتال. وقال إن القوات المسلحة تقصف مقاتليه بلا هوادة، وألقى على البرهان بمسؤولية العنف". وتابع: "أوقفوا القتال. بعد ذلك يمكننا إجراء مفاوضات".


رويترز

يقرأون الآن