السودان

طرفا الصراع في السودان يمددان الهدنة نظريا رغم استمرار القتال

طرفا الصراع في السودان يمددان الهدنة نظريا رغم استمرار القتال

أعلن جنوب السودان عن اتفاق الطرفين المتناحرين في السودان على وقف لإطلاق النار لسبعة أيام اعتبارا من غد الخميس على الرغم من أن زيادة الضربات الجوية في منطقة الخرطوم تقوض الهدنة المفترض أن تكون قائمة حاليا.

من جهة أخرى، دخلت مصر على خط الوساطة من خلال استقبالها مبعوث قائد الجيش دفع الله الحاج ، في ظل خشية الأمم المتحدة من أن يعبر الصراع في السودان الحدود.

خارجية السودان

وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن جهود وساطة قادها الرئيس سلفا كير أفضت إلى اتفاق بين طرفي الصراع على هدنة لفترة أطول تبدأ من الخميس وحتى 11 من الشهر الجاري، إلى جانب اختيار ممثلين للمشاركة في محادثات سلام.

مصر على خط الوساطة

وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقابلة مع صحيفة يابانية من أن المنطقة بأسرها قد تتأثر. جاء ذلك في وقت التقى فيه مبعوث قائد الجيش السوداني مع مسؤولين مصريين في القاهرة.

وعلق مبعوث البرهان الى القاهرة دفع الله الحاج: "لا توجد دولة وحكومة مسؤولة تقبل وساطة مع من تمرد عليها ودمرها. الوساطة تأتي في أمور أقل من هذا. عندما يتم التعبير عسكريا على الحكومة القائمة أن تتعامل معه عسكريا. زيارتي للقاهرة تأتي لتعزيز التعاون. قد نوافق على آلية خارجية لمراقبة الهدنة وفق شروطنا. وأي آلية لمراقبة الهدنة يجب أن تتم بالتشاور معنا عبر الجامعة العربية والاتحاد الافريقي.نحن قبلنا مبادرة الهدنة السعودية الأميركية وليس وساطة لحل النزاع".

وأضاف:"لن نلتقي بالدعم السريع وجها لوجه وإنما عبر وسيط".

كما طمأن: "الخلافات القبلية في دارفور تنشأ نتيجة تضارب المصالح، وهذا استثمر سياسيا، ولكن عموما لن تحدث حرب أهلية في السودان".

الجيش

ولم يتضح حتى الآن مدى استعداد قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو للالتزام بالاتفاق.

وأفاد شهود بشن المزيد من الضربات الجوية على مدينتي أم درمان وبحري.

وذكر الجيش السوداني في بيان أن السفير الهندي أبلغ بأنه تم اقتحام السفارة ونهبها. كما قالت وزارة الخارجية السعودية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء إن مبنى الملحقية الثقافية السعودية في السودان تعرض لاقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والاستيلاء على بعض الممتلكات. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وحدات الدعم

وتقصف طائرات الجيش وحدات الدعم السريع داخل الأحياء السكنية بمنطقة العاصمة. وامتد الصراع أيضا إلى منطقة دارفور بغرب السودان حيث انبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيات قبلية قاتلت إلى جانب القوات الحكومية لسحق معارضين في حرب أهلية طاحنة قبل 20 عاما.

ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو.

وتقاسم الطرفان السلطة في السابق في إطار عملية انتقال بدعم دولي نحو انتخابات حرة وحكومة مدنية.

وأفادت وزارة الصحة السودانية أمس الثلاثاء بوفاة 550 شخصا وإصابة 4926.

الاجلاء

وتعمل الحكومات الأجنبية على إنهاء عمليات الإجلاء التي أعادت من خلالها الآلاف من رعاياها. وقالت بريطانيا إن رحلتها الأخيرة ستغادر بورتسودان على البحر الأحمر اليوم الأربعاء وحثت من تبقى من البريطانيين الراغبين في المغادرة على التوجه إلى هناك.

الإغاثة

إنسانيا ما زالت إمدادات المساعدات التابعة لوكالات إغاثة أخرى والتي وصلت إلى بورتسودان تنتظر فتح ممر آمن إلى الخرطوم، وهي رحلة تمتد برا لمسافة 800 كيلومتر تقريبا. ومع هذا، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها أوصلت بعض المساعدات إلى الخرطوم.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 330 ألف سوداني نزحوا داخليا بسبب الحرب.

وقال حسن محمد علي، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 55 عاما، خلال توقفه في عطبرة على بعد 350 كيلومترا شمال شرقي الخرطوم بينما كان في طريقه إلى الحدود المصرية، إن السودانيين فقدوا معظم مدخراتهم وانخفضت القوة الشرائية في البلد ولا توجد مصادر للدخل، مشيرا إلى أن هذا الوضع كارثي.

وأضاف أنهم عانوا من انقطاع الكهرباء والمياه كما توقف الأطفال عن الدراسة، واصفا الوضع في العاصمة بالجحيم.

وتحاول الأسر السودانية النازحة الخروج من البلاد، وشق البعض طريقهم سيرا على الأقدام تحت لهيب الشمس الحارقة عبر مناطق صحراوية، وقطعوا مئات الكيلومترات للوصول إلى حدود تشاد أو جنوب السودان.

الامم المتحدة

وحذرت الأمم المتحدة من أن 800 ألف قد يغادرون في نهاية المطاف. وعبر أكثر من 40 ألفا الحدود إلى مصر خلال الأسبوعين الماضيين، لكن بعد انتظار لأيام في الحر الشديد ودفع مئات الدولارات لخوض رحلة طولها ألف كيلومتر شمالا من الخرطوم. 

وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في أزمة إنسانية وأجبر نحو 100 ألف إلى الفرار عبر الحدود إلى دول مجاورة في ظل شح الطعام والمياه.

وقال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أنه يعمل على الحصول على ضمانات من طرفي الصراع في السودان لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم لوقف إطلاق نار جديد.

وقال غريفيث "إنها بيئة ملتهبة، لذا نحتاج هذه الالتزامات".

وأضاف "ليس الأمر كما لو أننا نطلب المستحيل. نحن نطلب تنقلا (آمنا) للإمدادات الإنسانية والأشخاص. نقوم بذلك في كل دولة أخرى حتى دون وقف لإطلاق النار. من المعتاد في العمل الإنساني الذهاب إلى حيث لا يذهب الآخرون".


رويترز

يقرأون الآن