يتزامن اليوم الثلاثاء 3 أيار/مايو، ذكرى رحيل الفنانة الشهيرة داليدا، التي رحلت عام 1987 تاركةً خلفها موهبتها وأعمالها المطبوعة في الأذهان.
من هي الطفلة يولندا ؟:
عاشت الطفلة يولندا بدايات صعبة في حي "شبرا"، أحد اكبر أحياء القاهرة، بسبب عصبية والدها وتزمته ووالدتها المحافظة، وهما إيطاليا الأصل ولدا في مصر، وقد فرضا عليها رقابة صارمة، لاسيما وان والدها كان قد سجن خلال الحرب العالمية الثانية نظراً الى جنسيته الايطالية.
إرتبطت في فترة المراهقة بفتى إيطالي من شبرا اسمه أرماندو وكان الحب الأول في حياتها.
بعد وفاة والدها، الذي كان يعمل عازفا للكمان، عملت سكرتيرة على الآلة الكاتبة بشركة أدوية لتساعد والدتها التي كانت تعمل في الخياطة. وقد تحايلت في ذلك الوقت على والدتها حتى استطاعت المشاركة في مسابقة جمال في مصر عام 1951 وفارزت بها، ما شجعها لاحقا على الإشتراك في مسابقة ملكة جمال مصر التي فازت بها ايضأ عام 1954. الأمر الذي اثار غضب الأم لرؤية صور ابنتها على أغلفة المجلات بلباس البحر، ولكنها تراجعت عن هذا الموقف لاحقا.
إختارت يولندا لنفسها اسم "داليدا" وهناك روايات عدة حول الأسباب، منها يعود للشبه بينها وبين الممثلة هايدي لامار بطلة فيلم شمشون وداليدا.
رواية أخرى تقول، وهي ايضا كانت تعرف ايضاً باسم "داليلة" Delilah، انه في إحدى المرات بينما كانت تغني فيه التقت بـ”الفريد “، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر. قال لها الفريد بأن اسمها غريب بعض الشيء مقترحاص عليها تغييره..وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي”يولاندا“ مع الاسم الذي تحبه ”داليلة “ وكانت النتيجة ”داليدا“..
بداية شهرتها:
أصبحت ملكة جمال مصر فى عام 1954، حيث إنطلقت من خلالها الى الشهرة، وفى نفس العام إنتقلت إلى باريس، حيث تقاسمت فيها شقة مع صديقتها جينا غوردل، وذات المبنى كان يسكن أيضًا ألان ديلون الذي أصبح فيما بعد احد أشهر الممثلين، وربطته علاقة قوية بداليدا.
وفي باريس التي أرادت فيها احتراف التمثيل، وجدت داليدا نفسها تغني بعد أن اكتشف موهبتها رولاند برغر، وأكملت مسيرتها الغنائية ووقفت على اكبر المسارح العالمية وغنت الى جانب خوليو وغيره كثر.
من أفلامها:
فيلم يوسف وإخوته مع عمر الشريف (1954) / فيلم قناع توت عنخ آمون (1955) / فيلم سيجارة وكاس مع سامية جمال / Brigade des mœurs de Maurice Boutel / Rapt au Deuxième Bureau de Jean Stelli
كذلك، سجلت أغاني بـ7 لغات أبرزها اللغة الفرنسية، العربية، والإيطالية.. مما جعل لها جمهور متنوع. من أشهر أغانيها: "Il venait d'avoir dix-huit ans"، والتى أصدرتها عام 1973، و"حلوة يا بلدي" و" سلمى يا سلامة" التي نافست فيها كبار فناني ذلك الوقت.
رحيلها:
توفيت داليدا يوم 3 أيار/ مايو 1987 منتحرة بجرعة زائدة من أقراص الباربيتورات المهدئة، عن عمر يناهز 54 عامًا، بعد أن تركت رسالة تحمل "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل".
دفنت في مقبرة مونمارتر (باريس) "Cimetière de Montmartre" بباريس. وقد تم صنع تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها، ويعتبر أحد أكثر الأعمال المنحوتة تميزًا في المقابر الخاصة بالمشاهير.
وفي عام 2016 انتجت هوليوود فيلماً يجسد أبرز مراحل حياة داليدا، احدى أبرز فناني القرن العشرين. رحلت وفي رصيدها نحو 500 أغنية باللغة الفرنسية، و200 بلغات اخرى، وبلغ عدد مبيعات الاسطوانات، أكثر من 80 مليون اسطوانه حول العالم.