شدّد سفير الإتحاد الأوروبي لدى لبنان رالف طراف، على "ضرورة إستعادة قدرة لبنان سريعا، على إتخاذ القرارات السياسية والإدارية وتنفيذها. وثمة فهم مشترك على أنَّ ذلك، يتطلَّب على الأقل إنتخاب رئيس، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، والتوصّل إلى إتفاقات بشأن تعيين مسؤولين كبار آخرين"، لافتا إلى أهمية "أن يكوِّن اللبنانيون فهماً مشتركاً لكيفية التعامل مع وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين في البلاد.حان الوقت ليركَّز صانعو القرار على ما يمكن القيام به وتنفيذه".
وقال طراف، في احتفال أقيم لمناسبة يوم أوروبا، في حضور ، النائب فادي علامة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي: "يوم أوروبا الأول الذي أستضيفه منذ تعييني سفيراً للإتحاد الأوروبي لدى لبنان قبل نحو أربعة أعوام. لقد كانت سنوات صعبة. فقد عشنا معاً الثورة، وجائحة كورونا وإنفجار مرفأ بيروت والأزمة الإقتصادية. ومن المبكر جداً القول إن لبنان خرج من منطقة الخطر، لكن الخيارات أوضح، وهي موضع نقاش لإيجاد وسيلة للخروج من الأزمات المتعددة التي يواجهها لبنان".
وأضاف:"خلال السنوات الأربع التي عملت فيها في هذا البلد الجميل، شاركت في العديد من النقاشات والمبادرات لمعالجة التحديات المتعددة التي يواجهها لبنان، وقد انصبَّ تركيزنا بشكل أساسي على ثلاث جبهات:
أولاً، من الضروري دفع أجور مناسبة للعاملين في القطاع العام، بما في ذلك القوى الأمنية، وضمان عملها ووقف هجرة الأدمغة. ويريد البعض الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، ويطالب بمراجعة شاملة للنظام السياسي ككل. لكن هذا نقاش يجب أن يجريه اللبنانيون في ما بينهم في المقام الأول.
ثانياً، نتفق جميعاً على ضرورة أن يجد لبنان حلاً للأزمة الإقتصادية كأولوية. ومن شأن الإصلاحات النقدية والمالية أن تعيد السيولة الضرورية جداً إلى الإقتصاد، وأن توقف الإنزلاق إلى اقتصاد غير نظامي، وأن تعيد بناء النظام المصرفي المتأزم. ومن شأن تنفيذ التدابير المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي منذ أكثر من عام أن يفتح الطريق أمام برنامج للتعافي الاقتصادي، بمساعدة من الصندوق والأسرة الدولية، بما في ذلك أوروبا".
ثالثاً، من الضروري أن يكوِّن اللبنانيون فهماً مشتركاً لكيفية التعامل مع وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين في البلاد. تركَّز النقاش العام في لبنان في الآونة الأخيرة على وصف المشكلات والتحديات الناجمة عن وجود اللاجئين السوريين. وهذا أمر مفهوم بالتأكيد، بالنظر إلى العدد الكبير جداً من اللاجئين في لبنان إلا إنّني أعتقد بأنَّ الوقت قد حان لكي يركَّز صانعو القرار على ما يمكن القيام به وتنفيذه، بعبارات ملموسة ومحددة، للتصدّي للتحديات المطروحة. إنّ سلامة وكرامة وأمن ورفاه جميع الناس في لبنان على المحك هنا".
وختم، قائلاً: "في هذه الأوقات العصيبة، تبقى أوروبا متضامنة مع لبنان، وتقدم الدعم للفئات الأكثر ضعفاً. ولكن، إلتزامنا يتجاوز مجرد الدعم. فنحن ندرك الإمكانات الهائلة للبنان واللبنانيين، ونحن ملتزمون بمساعدة البلاد على تحرير هذه الإمكانات".