وتمّ استثمار الأموال الإيطالية لإنجاز الأعمال اللازمة المتعلقة بأنظمة الإضاءة لصالات العرض، واستبدال الحواجز الداخلية، وترميم الأبواب المضادة للحريق، والجدران الزجاجية، والمعدات الملحقة، وطلاء وإنارة الواجهة والحدائق مع العزل المائي. وكذلك، تركيب الأنظمة الكهروميكانيكية وألواح الطاقة الشمسية لضمان البيئة الخضراء واستهلاك مستدام للطاقة.
وكان المتحف قد تلقى دعمًا مباشرًا في المرحلة الأولى من إعادة التأهيل من قبل فرنسا وALIPH.
ايطاليا: ملتزمون بتعافي لبنان
في هذا الإطار، أشارت السفيرة الإيطالية في لبنان، نيكوليتا بومبارديير، إلى أن "متحف سرسق، أول مشروع إعادة تأهيل أطلقته إيطاليا واليونسكو في مجال التراث الثقافي بعد الإنفجار. يمثل دليلًا رئيسيًا على إلتزامنا بتعافي بيروت. نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الثقافة وحماية التراث ضروريان أكثر من أي وقت مضى في أوقات الأزمات".
من جهتها، اعتبرت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أن "متحف سرسق، جوهرة العمارة والحياة الثقافية اللبنانية، ورمز قوي للفخر والصمود لدى المجتمع البيروتي"، لافتةً إلى أنه "بعد الإنتهاء من إعادة تأهيل جميع المدارس المتضررة قبل عام، نفخر بإعادة هذه المؤسسة الثقافية الشهيرة إلى الحياة".
وقال رئيس مجلس أمناء متحف سرسق، طارق متري: "نأمل أن تعطي إعادة افتتاح متحف سرسق دفعًا جديدًا للحياة الثقافية في لبنان".
وبناءً على توصيتها لعام 2015، بشأن حماية وتعزيز المتاحف والمجموعات وتنوعها ودورها في المجتمع، دعمت اليونسكو المتحف في استعادة دوره المحوري في المدينة مع تحفيز الإبداع وتجديد الحياة الثقافية وتوفير الفرص للصناعات الثقافية، كما المساهمة في الرفاه المادي والروحي للمواطنين والزوار.
أين يقع متحف سرسق؟
يقع متحف سرسق في منطقة الأشرفية، وهو أحد المعالم القليلة الشاهدة على العمارة والقصور اللبنانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، على الطراز الفينيقي والعثماني في بيروت. يقع في فيلا نيكولا سرسق التي بنيت عام 1912، والتي تبرع بها مع مجموعاته، للمواطنين اللبنانيين، مكرّسًا استخدام الفيلا، متحفًا للفن الحديث والمعاصر.
تمّ افتتاح المتحف عام 1961، ويضمّ في مجموعته الدائمة أكثر من 1500 قطعة بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والمنسوجات والتركيبات، بالإضافة إلى أكثر من 30 ألف صورة وبطاقة بريدية ومخطوطة قيّمة من مجموعة فؤاد دباس وغيرها.