طفل في السابعة من عمره، يدعى ماكس ألكساندر، نال شهرة عالمية، ليس لأنه سليل عائلة مرموقة في مجالي التصميم والموضة، وإنما لأنه على ثقة: "كنت غوتشي في حياة أخرى". ينادونه: "غوتشي الصغير".
بدأ ماكس في تصميم الأزياء في الرابعة من عمره. آنذاك، طلب من والدته شيري ماديسون تأمين "مانيكان لأتيلييه" يكون خاصا به. تفاجأت الوالدة بداية من الطلب المستجد في حياة طفلها، لكنها آمنت بموهبته، التي كانت تهرول سريعا، فإذا به يصمم ويبيع ويلاقي رواجاً عالميًا، وأكثر من ذلك، يلتقي بالمشاهير.
وبحسب التقرير الذي أضاءت عليه مجلة "people" الأميركية، فإن زملاء ماكس في الصف الأول، يجهلون من يكون "غوتشي"، لكنهم ينادونه به لأن "هذا هو لقبه".
"أنا خياط"
وتقول كاتبة التقرير "جورجيا سلاتر"، نقلا عن والدته شيري، أن موهبة ماكس هبطت مثل "الباراشوت" من دون أي مقدمات. ذات مساء، على مائدة العشاء، طلب بجدية: "أريد مانيكان"، فاستغربت والدته وسألته: "حسنا، لم أرك يوما مهتما بالموضة، ما الذي تتحدث عنه؟"، فأجاب بحزم: "لو كنت أملك مانيكان، لنفذت أجمل التصاميم. وسأريكم: أنا خياط".
وتؤكّد والدته: "لم أكتشف بداية مهارات التصميم لدى ماكس، ولم ألحظ موهبته إلا بعد أن أعلن عن اهتمامه بالخياطة وهو في الرابعة من عمره".
مانيكان من الكرتون
وانطلق الطفل ماكس بعد فترة وجيزة، مستخدما مجسما لفتاة من الكرتون المقوى صنعته والدته الفنانة في هذا المجال. تعلق شيري: "ما رأيته كان ضربا من الجنون. ركضت باتجاه مكتب والده وقلت له: تعال، يجب أن ترى ما يفعله ماكس. إنه الجنون بعينه".
وعلى الرغم من أن ماكس بدأ في صناعة الملابس من دون خبرة أو دراسة تصميم الأزياء، إلا أن والدته أدركت لاحقًا أن شغف الموضة يسري في جيناته. تعلق: "لعله ورث هذا الشغف من أجدادي ووالدتي باعتبارهم كانوا يعملون في مجال الأزياء في مونتريال". وتلفت: "لكن ماكس لم يلتق بهم يوما، ولا خبرة سابقة لديه من حيث بدأ."
وتضيف شيري، وهي أم لطفلين آخرين، أن ماكس قرر متابعة دروس في الخياطة بعد انجازه نصف دزينة من الفساتين.
الطهي أم التصميم
وفي حين أن العديد من الأطفال غالبًا ما يبدلون في اهتماماتهم، تؤكد والدته التزامه بالتصميم. توضح: "إنه ملتزم جدًا بذلك، ويبدي سعادة وشغفا في الاستوديو الخاص به". وتضيف: "كم كنا نمازحه، في أنه بعد عام أو أكثر، ربما نجد اهتماماته في الطهي، لكن هذا الأمر لم يحدث".
ولا يبدي ماكس اهتماما بالأزياء الرجالية، ذلك أن هدفه الرئيسي: "جعل النساء راضيات عن جمالهن وتناسق خياراتهن". تقول والدته: "هذا حقًا هو الجزء غير المعتاد الذي يثير إعجابي، وهو أن طفل في مثل سنه لديه هاجس في جعل النساء، من جميع الأحجام، يشعرن بالجمال، وهو ما أخبرنا به منذ أن كان في الرابعة من عمره."
وتضيف: "إنه يريد أن تشعر المرأة بالجمال وهذا هو الدافع وراء عمله".
وفي غضون بضع سنوات فقط، صنع ماكس بالفعل أكثر من مائة تصميم، وباع أعماله على المستوى الدولي، وأقام عروض أزياء خاصة به، كما أنه صمم زيا لشارون ستون.
الحلم يكبر..
وما زالت أمامه أحلام كبيرة. تقول الوالدة: "إنه يريد أن يكون ذات يوم مسؤولا عن دار غوتشي، أو أن تكون لديه ورشة عمل خاصة به، في إيطاليا مثلا".
ويقدم ماكس نصيحة للأطفال في مثل سنه، ممن يتوقون لسلوك الدرب نفسها: "عليكم بالممارسة، فالتعلم النظري لا ينفع في الخياطة والتصميم".
ولعل أكثر ما تفخر به والدته، أن ابنها لا يسعى للشهرة أو تحصيل الأموال الطائلة في عمله، وإنما مقصده: "أن يرى السعادة والرضى في عيون النساء".
تختم والدته: "قلب ابني من ذهب".